وقال في فانوس السحور والثريا والنجوم: [من المتقارب]
/٩٥ ب/ رأيت المنار وجنح الظلام ... من الجو يسدل استاره
وحلق في الجو فانوسه ... فذهب بالنور أقطاره
فقلت المحلّق قد شبّ في ... ظلام الدجى للقرى ناره
وخلت الثريا يدًا والنجوم ... ورقًا غدا البدر قسطاره
وخلت المنارة فانوسه ... فتى قام يصرف ديناره
وقوله في معنى اقترح عليه فصنع بديهًا: [من السريع]
خود جلا غرتها شعرها ... بدر بهي في ظلام بهيم
يطيب لفظ الشعر من ذكرها ... كأنما ذاك النسيم النسيم
قد رقمت وجنتها أرقمًا ... بالمسك في مذهب ثوب طميم
ما ذاق من قابله غفوة ... يا عجبًا من ساهر بالرَّقيم
وقال جواب أبيات جاءته من الرشيد عمر بن محمد الفرغاني الفقيه الحنفي: [من الوافر]
/٩٦ أ/ إذا ما شئت أن تلقى مفيدا ... غداة العلم والتقوى وليدا
وبرّز في علوم الشّرع حتّى ... غدا فيه على ضغن وحيدا
فلاق – لتستفيد – الخلق طرًا ... وحسبك منه أن تلقى الرشيدا
فتى سنا وشيخًا في علوم ... يروح الشافعي له مريدا
توحده يريك لدى المعالي ... إذا حاورته منه عديدا
أتاني منه مع عدمي قريض ... يفوق بحسن صنعته الفريدا
قريض لا أطيق له جوابًا ... ولو أنّي نشرت له لبيدا
فكيف وخاطري في جور دهري ... وما لاقيته أضحى بليدا
وقال أيضّا مجيبًا له عن أبيات له إليه: [من الكامل]
قُّل للنسيم إذا أنثنى سحرًا ... يصف الرّياض وينعت الزَّهرا