للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنشدني أبو محمد الحسن بن أفشين بن حسنون الإربلي، قال: أنشدني أبو المحاسن لنفسه من قصيدة ويعرض فيها بنواب مطبخ الملك المعظم مظفر الدين-رضي الله عنه-: [من الكامل]

والعدل عثمان المعنَّى لم يزل ... في المطبخ المعمور خلف المنزل

عيناه إن رمدت تشمُّ دخانه ... تشتمُّ رائحة الطَّبيخ فتنجلي

/٢٥٠ ب/ ينقضُّ كالشَّاهين إن لاحت له ... زبديَّة السِّكباج حتَّى يمتلي

ويقول: لا شلَّت يدا طبَّاخها ... هذا النَّعيم فلا عدمنا جوسلي

وأنشدني: قال: أنشدني أبو المحاسن: [من الطويل]

إذا كان شعر المرء في أمِّ رأسه ... قليلًا وباقي الرَّأس من شعره قفر

فذاك دليلٌ أنَّه ليس عنده ... من الخير شيءٌ بل بساحته شرُّ

وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه يهجو المنتجب إبراهيم بن أبي نصر. وكان هذا رجلًا من المعدلين بإربل، ويلقب مشكي: [من مخلّع البسيط]

رأيت ثورًا على جوادٍ ... ووجهه المكفهرُّ يبكي

فقلت: من ذا، فقيل: هذا ... منتجب الدِّين، قلت: مشكي

وله وأنشدني ولده أبو المجد، قال: أنشدني والدي لنفسه: [من الوافر]

إذا ..... لم يغن عنِّي ... معالجة الطَّبيب ولا الدَّواء

ولا يغني سوى التَّقوى وحبِّي ... بقومٍ شمل ضمِّهم العباء

وأنشدني أيضًا ولده المذكور، قال: /٢٥١ أ/ كتب إليّ والدي لنفسه وأنا بالموصل: [من الطويل]

فدتك حياتي والحياة عزيزةٌ ... لأنَّك أحلى من حياتي وأعذب

فلا كان يومٌ لا أرى فيه شخصكم ... فبعدكم عنِّي من الموت أصعب

قال فأجبته بهذين البيتين: [من البسيط]

إذا ذكرتك كاد الشَّوق يقتلني ... وأرَّقتني صباباتٌ وأوجاع

فإن نطقت فكلِّي فيك ألسنةٌ ... وإن سكتُّ فكلِّي فيك أسماع

<<  <  ج: ص:  >  >>