للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وترسل إلي الملوك بذلك الزمان عن الملك العادل, ودرس بزاوية جمال الإسلام بجامع دمشق, وتولّى وكالة بيت المال عن ملوك بني أيوب, ونفذ إلى الأطراف إلى ديار بكر والموصل وسنجار والجزيرة العمرية وخلاط وبلاد الحشيشية وحلب.

ودرس فقه الشافعي سنة ثمان وتسعين وخمسمائة, وحضر مجلسه الأكابر والصدور والوزراء من العلماء, وقرأ الأدب على تاج الدين الكندي, /٢٩٥ ب/ ولازم عماد الدين وأخذ عنه علمًا كثيرًا, وقرأ عليه تصانيفه حتى لم يكد يفوته منها شيء؛ "كالفتح القدسي" و"البرق الشامي"، و"نحلة الرحلة وحلية العطلة"، و"عتبى الزمان وعقبى الحدثان".

وله مصنفات منها كتاب "الدر الثمين في شرح كلمة آمين" المصنّف للسلطان الملك الكامل سمي بني أكرم الأكرمين محمد, وكتاب "بغية الراجي ومنية الآمل بمحاسن دولة الملك الكامل"، وكتاب "الروض الناضر في محاسن دولة الملك الناصر"، وكتاب "تحف المحاضرة وظرف المذاكرة" مبوب أبوابًا، وكتاب "الحلة الموشاة في أسباب النصرة على خوارزم شاه" المصنف للملك الأشرف– رحمه الله تعالى-، وكتاب "الروض البهج والعرف الأرج" المصنف لعلي بن قلج.

أنشدني لنفسه يوم السبت الحادي عشر من المحرم سنة أربعين وستمائة بمنزله المحروس بدمشق في التاريخ المذكور: [من البسيط]

/٢٩٦ أ/ فكري تقسَّم والأشواق تزعجني ... والقلب في لهب النِّيران يتَّقد

وسحب عيني بماء الدَّمع هاطلةٌ ... والصَّبر قد خانني ياصاح والجلد

وأنشدني لنفسه أيضًا: [من الطويل]

هب الدَّهر أرضاني وفرَّج كربتي ... وأنقدني من ذلَّة السَّجن والأسر

فمن لي بأيَّام السُّرور الَّتي مضت ... ومن لي بما أنفقت في السِّجن من عمري

وأنشدني أيضًا لنفسه لغزًا في القداحة: [من الكامل]

قدَّاحة يحكي فؤادي نارها ... تخفى وتكمن تحت برد الظَّاهر

فاعجبت لنارٍ تحت بردٍ تختفي ... كالمكر فى قلب العدوِّ الماكر

<<  <  ج: ص:  >  >>