للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان حافظًا للقرآن العظيم، وعنده شيء من فقه، وقرأ طرفًا من الحساب والفرائض، وكان يتولى خطابة كبستدر من ولاية إربل، وبها توفي سلخ رمضان سنة أربع وعشرين وستمائة، وله شعر.

أنشدني أبو الفتح مسعود بن مودود بن الصباح قال: أنشدني أخي سعيد لنفسه من قصيدة أولها: [من الطويل]

/٢٠ أ/ تناشأت سيفًا صفحه الصفح والشَّبا ... وحدَّاه عزم منك يختطف العدا

وإنَّ الحيا والشمس ضدّان آلفا ... بوجه شجاع الدين من حاز سوددا

فتى لم يدع للشِّرك شملًا مجمَّعا ... كما لم يذر للدِّين شملًا مبدَّدا

[١٨٥]

سعيد بن سعد الله بن عيسى بن محمد، أبو الخير، المعروف بسيدا:

من أبناء الأكراد، مولده بقرية من أعمال الموصل بنواحي عقر الحميدية، تدعى خلبتا، ونشأ بإربل، وأقام بها وزمانًا طويلًا، إلى أن توفي بها ليلة الأربعاء الحادية والعشرين من ذي الحجة سنة سبع وعشرين وستمائة، وكان قد جاوز الثمانين- رحمه الله تعالى.

ختم القرآن العزيز على أبي الثناء البوازيجي، وأتقن طرفًا من النحو على أبي الثناء محمود بن الحسن الضرير المعروف بابن الأرملة.

كان شيخًا مداعبًا ساكنًا، من أهل الخير والعلم، وكان يتردد في إربل إلى أبناء أمرائها، يؤدبهم ويستفيدون منه، ويقرأون عليه، وله أشعار غريبة، أنشدني منها في الصاحب شرف الدين أبي البركات المستوفي- رحمه الله-: [من الكامل]

/٢٠ ب/ صمِّد بنشءٍ من ذؤابة أحمد ... فهم الكرام الطيِّبون الصِّيد

<<  <  ج: ص:  >  >>