للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قد طرَّز الشَّعر المنمنم خدَّه ... مسكًا فقلت مقالة المتبول

تمَّت عذاراه فحاولت المنى ... في ثغره فهممت بالتَّقبيل

فبدرن آساد اللحاظ مغيرة ... تسطو بكلِّ مهنَّد مصقول

فتلبَّست وجناته لمّا انجلى ... نقع الوغى بنجيع كلِّ قتيل

/٤٨ ب/ وأنشدني لنفسه: [من البسيط]

سعيًا على الرأس لا سعيًا على القدم ... من فرط شوق إلى ريم يريق دمي

أحنو عليه وقلبي منه في ألم ... يعيي الدَّواء وجسمي منه في سقم

لي علَّة منك سدَّاها ملالك لي ... وبرؤها نهلة من ريقك الشبم

كن كيف شئت فإنِّي كيف شئت وإن نقمت منِّي فإني غير منتقم

أحبابنا لا تظنوني لبعدكم ... اضمرت غدرًا فليس الغدر من شيمي

عندي قديم غرام ما تغيره ... يد التّناسخ بالأحداث والقدم

ما لي أحنُّ إذا لاحت خيامكم ... واستلذُّ بنشر الضَّال والسَّلم؟

وما الخيام وادي المنحنى غرضي ... وإنما غرضي في ساكن الخيم

وأنشدني أيضًا من شعره: [من الطويل]

تحنُّ إلى قرب المزار وبعده ... وتصبو إلى شيح العذيب ورنده

ويطربها الحادي فتهفو إلى الحمى ... لطيبة مرعاه ولذَّة ورده

ويلهمها ذكر المحصَّب وجدها ... به وكذاك الصَّبُّ يُغرى بوجده

ولولا الهوى ما كان في الأرض منزل ... يطيب ولا خلٌّ يسر بورده

ألا أيُّها البرق اليمانيُّ لامعًا ... أماء حيًا يهمي انسكابًا برعده

/٤٩ أ/ تعرَّض بآرام العقيق فإنَّ لي ... لديهنَّ ريمًا قدَّ قلبي بقدِّه

تملكته عبدًا فلمَّا هويته ... ثناني الهوى عبدًا حقيرًا لعبده

على أنني راضٍ ومن لي أن أرى ... رضاه بذلِّي في جلالة مجده

وأنشدني لنفسه: [من الخفيف]

<<  <  ج: ص:  >  >>