للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٩٩]

سليمان بن المظفَّر بن موسى بن منصور بن عيسى بن نصر، أبو الربيع الإربليُّ، المعلِّم:

ذكر لي أنه ولد بقلعة إربل سنة ست وستين وخمسمائة /٥٠ أ/ وهو أستاذي الذي علمني الخط، وله عليَّ حق الوالد على ولده.

انتقل من الموصل إلى إربل، وفتح مكتبًا يؤدب فيه الصبيان، وانثال عليه خلق كثير، وأتوه من كل مكان، ورغب الناس فيه لعفته وديانته، وكان ذا هيبة على المتعلمين، وأكثر أبناء الرؤساء والمعتبرين بالموصل عليه تأدب، وبه تخرج، وبقي مدة طويلة في التعليم والتأديب، وصار له ثروة، ثم ترك ذلك، وسافر إلى البلاد تاجرًا، ثم أملق، ونفذ ما اكتسب، وساءت حاله، فرتب وكيلًا بين يدي القاضي أبي علي بن عبد القاهر الشهرزوري بالموصل.

وكان يقول أشعارًا، يخلطها بالهزل، ويظهر فيها الإحماض، أنشدني لنفسه ما كتب إلى سعد [الدين]. منوجهر بن محمود بن محمد الأصفهاني الكاتب: [من الطويل]

ألا قل لسعد الدِّين أسعده الله ... وحيَّاة من بين الأنام وأحياه

وسلَّمه من كلِّ خطب يسوؤه ... وأعطاه من دنياه ما يتمنَّاه

عبيدك يا مولاي قد جدَّ جدُّه ... وقد عضَّه الدَّهر الخؤون وعاداه

فجد بالذي يرجوه منك ولا ترق ... بردِّك يا مولاي ماء محيَّاه

/٥٠ ب/ وأنشدني أيضًا لنفسه: [من البسيط]

قالوا المشيب نذير الموت قلت لهم ... كم من صغير قضى نحبًا وما شابا

وكم رأينا فتيَّ السِّنِّ قد علقت ... به شعوب وشيخًا عاش أحقابًا

وأنشدني أيضًا قوله: [من المقتضب]

<<  <  ج: ص:  >  >>