للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فست في عروقنا ليس ندري ... حين تسري من سكرها أين تسري

/٦٤ أ/ وأنشدني لنفسه أيضًا في التاريخ المذكور: [من مخلّع البسيط]

لا خير يا سعد في كثير ... ممَّن رأينا ولا قليل

الناس وحل وأنت تدري ... مشقَّة المشي في الوحول

إن صدقوك الوداد ملُّوا ... وغير مجدودُّ الملول

وإن سعوا كالصِّلال دُّبوا ... إليك في الوعر والسُّهول

هذا تداري وذا تماري ... وذا تجاري إلى الفضول

بين ثقيل ومستقيل ... ومستحيل ومستميل

مصدَّع الرأس بين قال ... تسمعه منهم وقيل

وأنت منهم على كثيب ... إن عرضت حاجة مهيل

وإنَّهم إن سخوا بفلس ... دقُّوا على الفلس بالطُّبول

لا ابتغي منهم خليلًا ... وإنَّما درهمي خليلي

رئيسهم ويحهم ضعيف ... يجذب في محمل المشي والخمول

ما أحسن المرء ذا كفاف ... يُغنيه عن رؤية البخيل

فإن في وجهه عذابًا ... يُقطع بالشَّد والرَّحيل

/٦٥/ وأنشدني أيضًا لنفسه وحفظه في التاريخ: [من الخفيف]

أحرق البين مهجتي فتأنَّى ... بوقوف على الكئيب المعنَّى

قف لعلِّي أقول والدَّمع يجري ... بوشيك الفراق منك ومنَّا

آه ما أقتل الفراق مع الحبِّ ... وقول المحبِّ كانوا وكنَّا

كان ذيَّاك ملء عيني زمانًا ... فافترقنا وليتنا ما افترقنا

والذي أضحك المحبَّ وأبكا ... هـ وأبقاه في هواه وأفنى

ما تمنيت في حضورك شيئًا ... أنت كلُّ المنى فما أتمنى؟

عجبًا يا حبيب تزداد حسنًا يملأ العين كلَّما ازددت سنّا

وإذا قوَّم الحقيقة جزء ... لزم الذّات أيَّ وقت فرضنا

والذي الجزء منه والكلُّ منِّي ... مستحيل زواله إن أسنّا

<<  <  ج: ص:  >  >>