عودوا وإلَّا عدوًا وصلًا بقربكم ... فللجميل وللإحسان عودات
عهدي بنا قبل وشك البين يجمعنا ... ظلٌّ ظليل وروضات أريضات
في جنَّة سرحت أنهارها وزهت ... أزهارها فلها باللَّهو لذّات
تدير فينا شموس الراح في فلك ... من الزُّجاجة أقمار منيرات
كرمية كرمت صونًا متى فقدت ... حشا الأباريق صانتها الحشاشات
/٦٧ ب/ لو أنَّها كُنيت من حيثما اعتصرت ... أمَّ العناصر لم تُخط الكنايات
هوًا وماء ونار والإناء لها ... من جوهر التُّرب فهي الاسستقصَّات
ونحن في جنَّة ما فات ساكنها ... فيها نعيم ولا واتته آفات
سماؤها الدَّوح يبدو الزَّهر من زهر ... وأرضها كيف سار الطَّرف روضات
قد أبدع الله فيها كلَّ رائقة فأوحيت فنواحيها بديعات
ما أعربت قينة إلا شدت طربًا ... من أعجم الورق في الأغصان قينات
نمارق وزرابيّ ملفَّقة ... نسج الربيع لرابيها أنيقات
كأنَّها دولة الغازي التي كملت ... وصفًا فعمَّت رعاياها الرِّعايات
الظَّاهر الظَّاهر المخلوق من ملك ... ومن أياديه أنواء مطيرات
تخافه الأسد في الأخياس مشبلة ... وتستحي من حياة المستهلَّات
يا أيها الملك السُّلطان لا برحت ... تهدى إليك التَّهاني والمسَّرات
هنِّيت بالناصر الثَّاني ودمعت له ... ما دامت الأرض تعلوها السَّماوات
ملكٌ أبى الله إلا أن يكون له ... جدٌّ كجديه تتلوه السَّعادات
ماذا يقول الذي ما إثره [ ... ] ... في مشهد الحمد لو تغني المقالات
جدوده أم أبوه أم عمومته ... أم الخؤولة حسبي والتَّحيات؟
/٦٨ أ/ وأنشدني القاضي أبو القاسم بن أبي جرادة قال: أنشدني ساطع لنفسه: [من الطويل]
دعاها فبرق الأبرقين دعاها ... أيا حادييها والغرام دعاها