ولكنها تسري إليكم ووفرها ... سلامي وأشواقي ودمع غروب
وأنشدني قال: أنشدني لنفسه: [من الطويل]
ألا ليت شعري هل أفوزنَّ مرة ... بنظرة محبوبي وحسن مالي
وهل يجمعنَّ الله من بعد بعدنا ... وقد فنيت أعمارنا بتقالي
وقد برحت أيدي المدى بجموعنا ... وولَّى نضير العيش غير مبالي
وعدنا نسجُّ الدَّمع حزنًا وحسرةً ... على طيب أيام مضت وليالي
وقال أيضًا: [من الطويل]
كتابي بأشواقي إلى من أحبُّه ... يناجيه عنّي بالغرام المحرِّق
ويشكو إليه عن لساني تألُّمي ... بطول النَّوى عنه وطول التَّفرق
وقال أيضًا: [من البسيط]
إليك يا رب أشكو ما أكابده ... من التَّنائي وأنهي ما ألاقيه
قد مسَّني الضرُّ فارحم مدنفًا قلقًا يفنى الزَّمان بفيض من مآقيه
يرعى نجوم السَّما من وقد لوعته ... تردُّه النَّفس منه في تراقيه
/٧٧ ب/ لو لم يكن منك يرجو أن سيجمعه ... يوم بمن يبتغي ما عاش باقيه
[٢١٢]
شمعلة بن أبي النَّما، أبو محمد الواسطيُّ:
هو من قرية من أعمال واسط، تدعى نهفة وقيل: من مركوري، وكلاهما من الأعمال الواسطية.
كان رئيس قريته وشيخها، شاعرًا متأدبًا، جيد الروية، مطبوع الشعر، حسن النظم، سمح اليد، واسع النفس، تام المروة، متعصبًا لمن يقصده.
أنشدني أبو الحسن علي بن أبي الفرج بن محمود الخرابي النحوي الواسطي قال: أنشدني شمعلة لنفسه ما كتبه على سيفه، وكان يومئذٍ عاملًا بنهر جعفر في أيام