للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعشرون وستمائة، ودفن بمنزله، ووعظ الناس مدة حياته، وأسمع بها الحديث، وله أشعار عثة، وقفت على شيء منها غير مرضي، ولم أر الإخلال بذكره، فأوردت له هذه الأبيات، وهي أصلح ما وجدت له من النظم.

أنشدني ولده عبد الباسط قال: أنشدني /٨٨ ب/ والدي لنفسه في الملك المعظم مظفر الدين كوكبوري بن علي بن بكتكين –رضي الله عنه- وقد خرج إلى الصيد:

[من الخفيف]

أنت لمّا رحلت أظلمت الدُّنـ ... ـيا وحالت لبعدك الأيّام

خلِّ صيد الوحوش كم صدت قلبًا ... مذ ترحَّلت ناله الإعدام

فأرانا الإله ما نتمنَّى ... في مليك وجوده الإسلام

شرَّف الله نفسه بالعطايا ... والسَّجايا فجوده لا يرام

فاسمعوا ما أقول ثمَّ اكتبوه ... فهو سحر محلَّل لا حرام

وأنشدني قال: أنشدني أيضًا والدي لنفسه حين أنفذ رسولًا إلى بغداد من إربل، ما كتبه إلى عّز الدين أبي اليمن نجاح الشرابي الناصري –رضي الله عنه-: [من الكامل]

مولاي عزَّ الدّين جودك شائع ... بين الأنام وأنت بحر زاخر

لازلت في ملك وعزِّ دائم ... ما دام يسعدك الإمام النَّاصر

من شأنه التَّغليس في طلب العلا ... وله من التَّقدير حظٌّ وافر

من بيته ظهر الهدى فتأثَّلت ... آثاره فغدت وهنَّ ظواهر

/٨٩ أ/ وهو السَّماء لنا ونحن فأرضها ... والأرض يحييها السَّحاب الماطر

فازرع يدًا عندي لتحصد شكرها ... إنَّ الذي تولي جميلًا شاكر

أيجوز أن ألغى وتهمل حالتي ... ولي الثَّناء بجودكم متواتر؟

كم قد عقدت ببلدتي من مجلس ... أدعو ويدعو كلُّ من هو حاضر

ببقاء ملكك إنَّه شرف الورى ... ووسيلتي السَّجاد ثمَّ الباقر

<<  <  ج: ص:  >  >>