وصبَّ على الآفاق سجلًا من النَّدى ... ففاضت به عذرانها والمسايل
وقال من قصيدة:[من الرمل]
أقبل السَّاقي بريحان وراح ... هاتها تفتَّر عن ثغر الملاح
أنبهن في السُّكر أغصان الرُّبى ... ما لصحبي بين سكران وصاح؟
ومنها في المديح:
قام في نصر الهدى مستنصرًا ... أحرز الملك بأطراف الرِّماح
/٩٣ أ/ ينتحي أرض العدا في جحفل ... ضلَّ في لألائه ضوء الصَّباح
ثابت الإقبال منصور اللِّوا ... مستقيم الأمر مأمول النَّجاح
[٢٢٥]
طاهر بن محمد بن قريش بن أحمد بن عبد الملك بن قريش، أبو محمد العتابي البغدادي:
من أهل العتابيين، وهي محلة مشهورة غربي بغداد، كان يتفقه على مذهب الإمام الشافعي – رضي الله عنه- وكان له طبع يطاوعه فيما يرومه من صناعة الشعر، وقول سهل متسق، يشبه بعضه بعضًا في رقة الألفاظ ولينها.
وكان فيه خفة روح ودعابة ودماثة، ورأيت له من جمعه كتابًا مطبوعًا سماه: غنية النديم، في وصف الخمر والغناء، وأخبار المغنين، وطرف من أخبار الطفيلية، مما يستحسن في ذلك من الأشعار والنوادر والحكايات.
ونظم قصيدة مزدوجة في أهل مصر، وأودعها نكتًا طريفة، وسبب إنشائها أنَّ بعض المصرية عمل رسالة هجا /٩٣ ب/ بها بغداد، فأنشأ أبو الطيب هذه الأرجوزة، ورسمها بالأرجوزة البغدادية المنتقمة من الرسالة المصرية، هجا بها المصريين.
وسكن بآخره سنجار، وبها توفي في رجب سنة تسع وستمائة، أنشدني