للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليوم ما اجترح الندمان مغفور ... ومجلس الراح في النيروز مأثور

فبادر الرَّاح واشربها معتَّقة ... فقد دعاك إليها البمُّ والزِّير

كأنما نثرت من نور جوهرها ... على ثياب نداماها دنانير

صفراء روميَّة قد طال ما بزلت ... فأمها في ظلام اللَّيل مقرور

ناريَّة اللَّون عند النَّوح عظَّمها ... كسرى وصلَّى لها في البيت سابور

إذا تحلَّت عقود الدرِّ دائرة ... دارت على أذرع الساقي أساوير

تكسو الزَّجاجة لونًا لا بقاء له ... فالكأس من كسيها عار ومستور

كأنَّها فضَّة في وسطها ذهب ... من حولها حبب كالدرِّ منثور

سواذج فإذا طاف السُّقاة بها ... تشكَّلت في تلاليها تصاوير

يا حبَّذا أرض سنجار إذا لبست ... نور الرَّبيع وزانتها الأزاهير

/٩٩ ب/ وحبَّذا المرج حيث الزَّهر منتظم ... في سلك أغصانه والماء مذعور

والورد وهو أمير الزَّهر يقدمه ... فرسانه ولها [في الأرض] تشهير

والأقحوان كمبيض الثغور له ... أزرار تبر وحول التِّبر كافور

والسَّوسن الغضُّ بين الرَّوض تحسبه ... أعلام جيش فمطري ومنشور

أرض كأجنحة الطاووس مختلف ... ألوانها والنَّدامى حولها سور

والطَّير إن أعجمت لحنا بلابلها ... عنَّت به أعربت عنها الشَّحارير

فبادروا غفلات الدَّهر واغتنموا ... أوقاته فزمان العمر محضور

وله وقد صعد صديق له إلى كرسي، قرية من قرى سنجار، فتركه في البستان يومه أجمع، ولم يطعمه شيئًا، ومضى في بعض أشغاله، فقال فيه ارتجالًا:

[من الخفيف]

يا أبا طالب رويدك ما عنـ ... ـدك لا كلفة ولا تقصير

قد تناهيت في الضَّيافة هذي ... روضة غضَّة وهذا غدير

يترجَّى بها إذا عدم الزَّا ... د ويعطى خير الجزاء الصَّبور

كحمار القصَّار يقنع بالما ... ء ويعدو وإن عداه الشَّعير

/٩٩ ب/ وله وهو مريض، وقد سأله صديق له عن حاله فقال: [من الكامل]

يا عائدي لا تسألن عن حالة ... جلَّت عن الآلام والتَّبريح

<<  <  ج: ص:  >  >>