سألته قبلة فأوردني ... نار صدود بالهجر مضطرمه
فقلت يا مالكي اتحرق من ... بات قسيم النّيران معتصمه! ؟
ونقلت من خطه قوله، وهو ما كتبه إلى النقيب مجد الدين أبي جعفر أحمد بن زيد بن عبيد الله الحسيني /١١١ ب/ الموصلي – رضي الله عنه-: [من الخفيف]
زادك الله أيُّها المجد مجدا ... فلقد رحت أغزر الناس رفدا
وأجل الورى أبًا وعمومًا ... وخؤولًا زهرًا وأما وجدا
معشر ما نظمت فيهم قريضًا ... من مديح إلاَّ تضرَّع رندا
لا ولا فهمت باسمهم في أجاج ... من شراب إلاَّ تبدَّل شهدا
يا أبا جعفر اجر ذا ولاء ... لكم نازحًا عن الأهل فردا
حلَّ في الموصل الفسيحة حتَّى ... خالها للهموم والضِّيق لحدا
وهو لا يرتجي سواكم لدنيا ... هـ ولا للمعاد سؤلًا وعضدا
كان وعدي لقيا المجاهد مذ أمـ ... ـس فلا أفتا دون ذلك جهدا
وتفشَّت تلك الأحاديث عنِّي ... عاد عندي بيض الأمانيِّ ربدا
وجيوش الشِّتاء قد بادرتني ... يتوَّعدنني خواء وبردا
وعطاياك لم تزل قطُّ نقدًا ... وعطايا الأيام وعدًا وفقدا
فتحنَّن عليَّ يا ابن عبيد الـ ... ـلَّه يا أوسع البريَّة رفدا
إنَّني عبدكم ومثلك في السَّا ... دة ما إن يبيع مثلي عبدا
فاغتنم شكري المريع الذي ما ... زال وقفًا عليك قربا وبعدا
/١١٢ أ/ مثلما بات ناصب اللَّعن والثَّلـ ... ـب لمن ما رعوا لجدِّك عهدا
وكتب إليه يهنيه بالشهر: [من الطويل]
ليهن بك الشَّهر الجديد فإنَّما ... بقاؤك في العزِّ الهناء المجدَّد
وحسبك مدحًا أن تبيت وحيدر ... أبوك وأن تضحي وجدُّك أحمد
وأن تغتدي والعالمون ملوكهم ... وأحرارهم رغمًا لبيتك أعبد
ولست بمحتاج إلى المدح بعد أن ... أتت لكم الآيات بالفضل تشهد
ولكنَّما يدعو الغرائز فخركم ... إلى القول منا قربة فنقصد
ونعلم أنَّ المدح ليس بزائد ... مناقبكم لكنَّنا نتودد