للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مختارة من عنصر بجلاله ... عند الأذان يبيَّن الإسلام

فالمجد بدر والمعالي هالة ... وبهاء موسى في سناه تمام

قرم بذكر مضائه وعطائه ... أودي الضَّلال وقتِّل الإعدام

يغني ويحيي بالحسام وبالغنى ... فبكفِّه عيش يرى وحمام

جمعت محاسنه كريم أرومة ... وعميم علم زانه إعلاام

وأرت به الدنيا خلائف غيبت ... تحت الصَّفائح منهم الأجسام

وأتت به آيات دهر عابس ... غظَّى بهاء إياته الإظلام

والحرب قد شبَّت لنًا نيرانهًا ... وأبيح فيها للدِّماء ذمام

فأزال مظلمًة وأطفأ كربًة ... وجرت له في دهره الأحكام

عرف الخليفة فضله وغناءه ... ومضاءه والنَّائبات جسام

فأعدَّه لسداد أمر معرض ... قد حلَّ من أقطاره الإحرام

فغدا يضم الشَّمل بعد تفرُّق ... ويزيل ضغنًا لا يكاد يرام

/ ١٤٧ أ/ بكلام صدق في النُّفوس مقرًّة ... لمهابة هي في القلوب حسام

فالقلب قرطاس وسود ضمائر ... نقش وأفكار الحجى أقلام

لم يختلف في معظم إلاَّ لكم ... في جمعه الإسراج والإلجام

فالنَّصر يسرج خيلكم ويقودها ... بزمام حزم عزمه الإقدام

وكأنَّ يوم قدومكم من حسنه ... شمس ورعد مبرق وظلام

فالشَّمس منكم والرُّعود لجردكم ... والبيض برق والظَّلام قتام

والنَّاس قد غضوا العيون مهابًة ... وحداهم شوق لكم وهيام

جمعتهم الأشواق ثمَّ تفرَّقوا ... لمهابة فيها يزلُّ شمام

فوهبتهم بالسّلم منهم أنفسًا ... قد رام نهب كيانها الصَّمصام

وجعلتهم للدَّهر ثغرًا ضاحكًا ... كالزَّهر يبسم عن سناه كمام

فالآن قرَّ السَّعد في أرجائه ... وصفت من الأقذاء فيه جمام

[ورجوت من دهري قضاء مآربي ... في نيل ما غلبت به الأيَّام

<<  <  ج: ص:  >  >>