للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاضل عالم مقدّم في الأدب، كبير المحل في الفضل، شاعر مقتدر على الكلام، صاحب فصاحة في الإنشاء، نزل مراكش، وتقدم عند مليكها، وحظي لديه، وقلده الوزارة، وكتابة الإنشاء، وله شعر كثير في كل نوع.

أنشدني أبو القاسم عبد الرحيم بن أحمد بن علي بن طلحة الأنصاري السبتي، بمدينة إربل في أواخر ذي الحجة سنة ثلاثين وستمائة قال: أنشدني الوزير أبو زيد عبد الرحمن الفازازي لنفسه: [من الطويل]

أزيد اشتياقًا كلَّما زدتني بعدًا ... وآلف وجدًا حين أطَّرح الوجدا

وتشفع عندي في صدودك لوعة ... تجاذبني لا أستطيع لها ردَّا

وما مرَّ يوم من شديد مودتي ... وحقّك إلا زدت في غده ودّا

كأنَّ الهوى جسم ثوى بين أضلعي ... فضمَّ عليه الشَّوق من جسدي بردا

أرى نار إبراهيم بين جوانحي ... نشبُّ ولكن لا سلامًا ولا بردا

وما جزعي للموت إلا لعلَّة ... إذا لم تقرَّ العين لا تشمت الأعدا

عجبت لأهل الوجد ماتوا بوجدهم ... وما اعتنقوا غصنَّا ولا ارتشفوا شهدا

/ ١٨٢ أ/ فلو أنَّ ما أهواه في علم من مضى ... لما عشقت لبنى ولا مدحت سعدى

ولا مشت الخنساء تسحب ذيلها ... ولا علَّقت عفراء في جيدها عقدا

إذا ظفرت عيناي منك بنظرة ... فقد أسكنت عدنًا وجاوزت الخلدا

[٢٧٠]

عبد الرَّحمن بن الحسن بن عليِّ بن الحسن بن عليِّ بن الحسين بن أحمد بن محمَّد بن عيسى بن محمَّد بن حمدويه بن دينار بن شيلة بن شيلمة بن فذهر مز بن آه بن أوه بن أشك بن شكرك بن زاذان فرّوخ بن بيغان بن زاذان فرُّوخ الأكبر –وزير الحجاج بن يوسف-، وهو أخو

<<  <  ج: ص:  >  >>