عاهدونا وتناسوا عهدنا ... فدموعي غدر مذ غدروا
ما لصبحي سحر بعدهم ... مات حزنًا أم له قد سحروا
يا نسيم الرِّيح من أرضهم ... خبِّريني ليس عندي خبر
هل هم في راحة أم تعب ... كدت من همَّي بهم أنفطر
خبِّريهم أنَّني حلف الضَّنى ... ما بقي منِّي إلاَّ الأثر
[٢٧٢]
عبد الرَّحمن بن عمر/ ١٨٤ أ/ بن الحسن بن نصر بن سعد بن عبد الله بن باز، أبو محمَّد الموصليُّ:
كان يكتب القصص بالأجر، ويعمل أشعارًا، ويمدح بها الناس، وكان مخلاً بفردعين، متشيعًا، خارجًا في التشيع، وربما كان يظهر منه في حق الصحابة كلام رديء، وتوفي بالموصل سنة عشر وستمائة.
حدثني سبطه أبو محمد الحسين بن إبراهيم بن حماد، النبع الموصلي قال: رأيت جدي في المنام بعد موته، وهو بزيّ جميل، وهيأة حسنة، فقلت له: ما فعل الله لك؟ قال: غفر لي، فقلت: بماذا وقد كنت تتناول أبا بكر وعمر، وتطعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: إنني رجعت عن ذلك وتبت عنه قبل موتي بشهر، فتاب الله عليَّ.
أنشدني أبو الفضل مودود بن مسعود الإربلي قال: أنشدني عبد الرحمن بن عمر بن باز الموصلي لنفسه: [من الطويل]
رأت غصني بعد النَّضارة ذاويًا ... وماء شبابي غاض عن كلِّ مورد
فنفَّرها ما كان من لون لمَّتي ... فصدتَّ وقالت أيبض بعد أسود
فقلت ضلالاً واهتديت فأعرضت ... وقالت ألا يا ليت لم تك تهتدي
/ ١٨٤ ب/ ألم تدر أنَّ الشَّيب ذنبك عندنا ... فقلت لها لا تعجلي وتأيَّدي
بهجرك أضرمت الغضا في حشاشتي ... فهذا شرار النَّار من غير موقد
وأنشدني قال: أنشدني لنفسه عبد الرحمن، من قصيدة يمدح بها الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب: [من الكامل]