للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولم يكن له في قرض الشعر حظ، إلَّا أنَّه يقول منه شيئًا نزرًا، ولم يتعدَّ البيتين أو الثلاثة، فأحببت أن أنبه على فضله ومعرفته، ولا أخلي الكتاب من ذكره.

وكان يتولَّى قضاء قليوب ونواحيها من أعمال ديار مصر، وبلغني أنَّه تولّى الوكالة بنصيبين، وظهر منه ظلم أوجب عزله عنها.

لقيت القاضي أبا المآثر بإربل سنة خمس وعشرين وستمائة، وسألته عن ولادته فقال: ولدت في شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، وروى لي جملة من أشعار أهل بلده، واستفدت منه.

أنشدني لنفسه ما كتبه إلى جمال الدين أبي القاسم عبد الرحيم شيث الكاتب:

[من الوافر]

جمال الدِّين شوق العبد شوقٌ ... يقصِّر عن عبارته اللِّسان

ولكن في ضميرك لي شهودٌ ... عدولٌ لا يجرِّحها العيان

بقلبي منك حبٌّ ثبَّتته ... أيادٍ سابغاتٌ وامتنان

فلا تخطب بقطع الكتب عتبى ... فمثلكً عن معاتبتي يصان

[٣١٦]

عبد الصَّمد بن محمَّد بن المجلِّي بن محمَّد بن المجلِّي بن المنصور بن المبارك أبو عليِّ بن أبي عبد الله:

كانت ولادته بنصيبين ليلة النصف من شعبان سنة عشر وستمائة.

وكان جدّه المجلّى بن محمد إليه رئاسة نصيبين، والحكم فيها.

وأبو علي شاب يتوقد ذكاءً، متأدب في نفسه، لطيف، قرأ طرفًا من علم العربية على الرشيد أبي حفص عمر بن محمد الفرغاني، ويرجع إلى سلامة عقيدة، [و] قريحة في صناعة القريض، وله أشعار حسان، ومديح جيد، ومدح الملك الأشرف مظفر الدين موسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب، فأنعم عليه إنعامًا سنيًّا.

قدم الموصل قاصدًا شيخها الإمام كمال الدين أبا المعالي موسى بن يونس بن محمد بن منعة بن مالك الفقيه الشافعي، ليقرأ عليه الفقه ونزل بالمدرسة

<<  <  ج: ص:  >  >>