للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

/٢٨٥ ب/وقد أتاك الشِّتاء تبعثه ... مقدِّمات الرِّياح والسُّحب

قل لي بماذا تلقى عساكره ... إذا أغارت في جحفلٍ لجب

ماذا الخمول الذي دهاك وما ... زلت نبيهًا يا أفصح العرب؟

وقد تفيّأت ظلَّ ذي نسبٍ ... معرِّقٍ في العلاء والحسب

أخيَّ مذ صرت في جناب جمًا ... ل الدِّين عانيت حرفة الأدب

لا تيأسن إنَّما عنايته ... يأتيك منها الجناح عن كثب

فارقت بغداد فهي شيِّقةٌ ... إلى بديع المديح والنَّسب

كنت بها زهرة الرَّبيع وقد ... جيدت بهامي الرَّباب منسكب

فاليوم تشتاقك المواسم والـ ... ـدُّولة والجالسون في الرُّتب

سقيًا لأيامنا التي سلفت ... بنهر عيسى ومائه السَّرب

ونحن بين الرِّياض في زهرٍ ... نوَّاره المستنير كالشُّهب

حيث المخاليف لا تخالفنا ... يا سعد في لذَّة ولا أدب

لهم قسيٌّ من الجفون ومن ... عيونهم أسهمٌ لمكتئب

من كلِّ ظبي حبوب مغرزه ... لآليءٌ أو تراصف الحبب

يحمي بسيف الجفاء مجلسه ... إذا سقانا سلافة العنب

ذاك زمانٌ مضى بلذَّته ... فكيف أصبحت من جوى الكرب

أنشدني الشيخ الأجل، العالم نجيب الدين أبو الفتح نصر الله بن أبي العزّ بن أبي طالب الشيباني الدمشقي بها في المحرَّم سنة أربعين وستمائة، قال: أنشدني أبو القاسم عبد العزيز بن النفيس بن هبة الله بن وهبان البغدادي لنفسه ما قاله بدمشق من قصيدة: [من الرمل]

هاج وجدي عند تغريد الحمام ... فصبا قلبي إلى دار السَّلام

بلدةٌ جانبتها إلا عن قلىً ... وإليها جذب الشَّوق زمامي

<<  <  ج: ص:  >  >>