للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن أخطأت يده فما ... تخطي رماية مقلتيه

وأنشدني له قال: أنشدني يداعب شخصًا لقبه نجم الدين: [من السريع]

يا أيُّها النَّجم الذي لم نزل ... في ظلمة الفسق به نهتدي

النَّجم ينقضُّ على ماردٍ ... وأنت تنقضُّ على أمرد

وأنشدني قال: أنشدني لنفسه من قصيدة: [من البسيط]

لا يطمع العذل في إذنٍ على أذنٍ ... فلست أصغي للومٍ لا يلائمني

ولا جفوني في طيب الرُّقاد ولا ... فؤادي الصَّبُّ أن يخلو من الشَّجن

مادام لي نظراتٌ تحتها طمعٌ ... فإنَّ لي زفراتٍ ما تفارقني

وكيف أعدم يوماً من دمشق هوىً ... وقد بليت بغزلانٍ تغازلني

أين التفتُّ رأت عيناي بدر دجىً ... من كلِّ ناحيةٍ فيها يطالعني

وقد تملَّك رقِّي منهم رشأ ... أراق إعراضه دمعي وأرَّقني

إن صدَّني عن لماه العذب عذبني ... وإن حمى رشف ذاك الظَّلم يظلمني

فكيف لي بوصال وهو يعجزني ... أم كيف بالصَّبر عنه وهو يعوزني؟

وأنشدني قال: أنشدني لنفسه: [من الكامل]

هجر الحبيب وهجر قول معنفي ... قدحا بقلبي لوعةً ما تنطفي

عجبًا أذمُّ على الهوى الواشي به ... وتشي دموعي فيه بالسِّرِّ الخفي

مالي أراعي عهد من لا يرعوي ... وإلى وصالي لا يفيء ولا يفي؟

يا صاحبي أودى هواه بمهجتي ... وظمئت فانقع غلَّتي بالقرقف

قم فاسقنيها خمرةً ذهبيَّةً ... واذهب بصرف الراح همِّي واصرف

من كفِّ ذي غيدٍ يجود إذا سقى ... كالغصن معتدل القوام مهفهف

ظبيٌ من الأتراك لم تترك ظبا ... أجفانه فعلًا لحدِّ المرهف

شاكي السِّلاح إذا رنا وإذا انثنى ... أردى الكميَّ بصارمٍ ومثقَّف

في دوحةٍ جاد السَّحاب رياضها ... فالنَّبت بين مدَّبحٍ ومفوَّف

<<  <  ج: ص:  >  >>