للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويحمي ثغور الدِّين في كل وجهةٍ ... ويدفع عنها بالرِّماح الذَّوابل

يسحُّ على العافين سيب نواله ... كما سحَّ هطَّال العيون الهواطل

برحمته عمَّ الخلائق كلَّهم ... ونال المنى من برِّه كلُّ آمل

بمستنصرٍ بالله نسأل ربَّنا ... فيكشف عنَّا كلَّ لأواء باطل

به تكشف البلوى ويستنزل الحيا ... وتدنو الثُّريا من يد المتطاول

لقد منح الله الخلافة راحمًا ... رؤوفًا جوادًا جامعًا للفضائل

فنسأل ربَّ العرش تطويل عمره ... على مرِّ دهرٍ دائمٍ متطاول

[٣٢٢]

عبد العزيز بن عثمان بن منصور بن أبي الفوارس، أبو أحمد الفزاريُّ الإربليُّ:

كان شابًا، لهج بقول الشعر، وأكثر النظم، وادّعى أنَّه من بني فزارة، وكثيرًا ما يذكر ذلك في شعره ويردِّده مفتخرًا به، خرج من إربل قاصدًا ملوك الشام أبناء أيوب، فامتدحهم، وأخذ صلاتهم وحسنت حاله، ثم توجه نحو إربل، فوصل نصيبين في أوائل صفر سنة ست وعشرين وستمائة، وكانت ولادته في حدود سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، وكان معه غلامان له، فتحاملا على قتله، وأخذا الموجود من ماله ومتاعه، وهربا.

وذكر لي بإربل أنه كان يسرق الأشعار، ويمدح بها، وقد عثر له جماعة على السرقة. أنشدني أبو القاسم بن أبي النجيب بن أبي يزيد التبريزي قال: أنشدني أبو أحمد عبد العزيز بن عثمان لنفسه، ما كتبه إلى الوزير الصاحب شرف الدين أبي البركات المستوفي يهنيه بعيد الأضحى، وزعم أنه عمل ذلك بديهو: [من الطويل]

أبا البركات العيد وافاك مقبلًا ... بسعدٍ فكن يا سعد للبرِّ قابلا

<<  <  ج: ص:  >  >>