للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أأخذتم بدلًا به واهًا له ... من بعد قربٍ لم غدا متباعدا

وأنشدني أبو إبراهيم فارس بن عسكر بن الحسن الإربلي قال: أنشدني عبد العزيز لنفسه من قصيدة: [من الطويل]

نعم هذه نعمٌ وتلك المعالم ... فهل أنت للبرق الشاميِّ شائم؟

حمتها من السُّمر الدِّقاق ذوابلٌ ... ومن جوهر البيض الرِّقاق صوارم

ومن أسدٍ أسدٌ ضوارٍ لسمرها ... ثعالب تردى من سطاها الضَّراغم

تثنَّت فأثنى الغصن لمَّا تمايلت ... على قدِّها والغصن ريَّان ناعم

إذا أقبلت تختال في حلل الصِّبا ... غدا غادرًا فيها عذولٌ، ولائم

تعذِّب قلبي والجوى يستزيدها ... فآثمة والمستزيد ............

لها حاجبٌ يسطو بعامل قدِّها ... وناظرها بين الرَّعيَّة ظالم

رفعت إليها قصَّةً لي فوقَّعت ... على رأسها ما في الهوى لك راحم

أحلَّت دم العشَّاق في مذهب الهوى ... وفي الشَّرع حقًّا ما تحلُّ المحارم

بكيت دمًا في حبِّها فتبسَّمت ... وإن أعجب الأشياء باكٍ وباسم

ونهنهت دمعي إذ تولَّت بها النَّوى ... وللدَّمع شؤبوبٌ على الخدِّ ساجم

ولما دعا داعي الفراق وحثَّت النِّياق غدا قلبي بها وهو هائم

وحلَّت بأكناف العقيق من الحمى ... وحالت بها غيطانه والمحارم

تعسَّست حتى قال صحبي صريمة ... من النَّار هاجتها الرِّياح النَّواسم

خليليَّ إلَّا تسعداني على الهوى ... فقلبي في سحر الصَّبابة عائم

نشدتكما إن جئتما بانة اللِّوى ... سلا هل سليم العامريَّة سالم؟

وإياكما ماء العذيب فحوله ... حماةٌ بأيديها رماحٌ حوائم

وإلَّا قفا لي أنَّني بعد بعدها ... بحتفي إن لم أدن منكم لعالم

سأركب ظهر العزم نحو خيامها ... وما تحمل الأثقال إلَّا العزائم

وأسأل خفَّاق النَّسيم فإنَّه ... عليمٌ بما تحوي الرُّبى والمعالم

قطعت إليها كلَّ بيداء سملق ... بعيد المهاوى حيث تدمى المناسم

<<  <  ج: ص:  >  >>