للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبح الصُّدود تقيه عين كماله ... والله للملك المظفَّر واقي

ملكٌ تكامل في بهاه وحده ... وفخاره والخلق والأخلاق

وقَّي تحلم سخطه ورضاه في ... سلب النُّفوس وقسمة الأرزاق

يردي ويحيي في وغاه وسلمه ... فيذيق طعم السُّمِّ والدِّرياق

لسطاه في التَّهذيب والتعذيب ما ... للنَّار في الإنضاج والإحراق

كالغيث في الأزمات أو كاللًّيث مثله ... الإفراق أو كالشمس في الإشراق

/٣١ أ/ عقم الحواضن عن سليلٍ مثله ... فحوي عقيم الملك باستحقاق

وأمدَّ ثابت جأشه بيقينه ... فالنَّصر تحت لوائه الخفَّاق

شهمٌ يحمِّل في الخطوب همومه ... ما شاء من خيل لديه عتاق

تغدو محجَّلةً به فيعيدوها ... حمر القوائم بالدُّم المهراق

سدَّ الثُّغور بصدر كل مسددٍ ... مازال مراقاً من المراق

نفاذ كلِّ مفاضةٍ سقَّي بها ... ألخطيَّ مثل الخطِّ في الأوراق

وبكلِّ مطرور الغرار مهنًّدٍ ... رقراق مَّاء الَّصفحتين رقاق

عصبٍ لأبطال الفرنج مصحطحٍ ... ولهامها في بيضهأ فلاَّق

وكتائبٍ تمحو بثابت حقِّها ... ما للعدا من باطلٍ زهَّاق

أهدت إلى الصيف الشِّتاء بسحبها ... والويل والإرعاد والإبراق

تركت جموع المشركين لجمعها ... رهني حديد قواضب ووثاق

قتلت كرامهم بلا قودٍ كما ... نكحت كرائمهم بغير صداق

حتَّى أعاد بها ضراغم صيدهم ... في خيسها كالصَّيد في الأوهاق

أعياهم قاضي العزيمة ماجدٌ ... زاكي الفروع مطهر الأعراق

فإذا جري وجري الملوك إلى العلا ... لم يطمعوا لغباره بلحاق

/١٣ ب/ وتيقَّنوا أنَّ المكارم حلبةٌ ... ما زال فيها اسبق السبَّاق

لجأوا إلى اليأس المريح ولجَّ في ... حدٍّ إلى غايأتها توَّاق

حفظ البلاد بسيفه الفتَّاك إذ ... أغني العباد بسيبه الدَّقاق

نرجوه في إعساره ويساره ... ونهابه في البشر والإطراق

رحب الذُّري لمَّا منيت ببعده ... ضاقت عليَّ مسالك الآفاق

<<  <  ج: ص:  >  >>