وتحقق إنَّ الرَّعيَّة في حرَّان ... قد اخلصوك محض الوداد
فتوخ الإحسان جهدك فيهم ... والغ قول الحسَّاد والأضداد
يا لها من سعادة تمًّ بشراها ويا بردها علي الأكباد
وأنشدني أيضاً؛ قال: أنشدني لنفسه، وقد خلع عليه السلطان الملك الناصر صلاح الدين – أدام الله دولته -: [من الطويل]
بأيِّ لسانٍ يشكر العبد مولاه ... وتقصيره في كلِّ حال قصاراه
وكيف يطيق الجزر ان يشكر الحيا ... أذا جاده الجود النَّمير فّأحياه
وانَّي لمن اضحت عليه سوابغٌ ... من المنِّ ممَّن عرَّفتني عطاياه
عقيد الندي لا زال جودك جائداً ... وكفك وكَّافاً علي الخلق جدواه
بسطت يدي حتّى ظننتك قابضاً ... يدُّ الدَّهر عني مع تفاقم بلواه
وعيلَّتني حتَّى ظننت بأننًّي ... سأعبر عن برج السِّماك ومأواه
وشرفَّتني طول الزَّمان بخلعة ... بلغت بها من شامخ العزِّ اقصاه
لئن كان جلباب التطوّل صافياً ... علي باديك الكريم محيِّاه
كأنَّ جلابيب المحبَّة قد حوت ... فؤادي فأنت اليوم سرِّي ومعناه
/١٧ أ/ وإن كان رسم الثَّوب باللُّبس دارساً ... فرسم هواك الدَّهر لا اتناساه
فلا قلب لي إلَّا وأنت نزيله ... ولا سرَّ لي إلاَّ وذكرك مأواه
بقيت علي مرِّ الليالي وكرِّها ... بعيش هنيٍّ يحمد المرء عقباه