للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولست عنه براضٍ، والرَّضا خلقي ... وإن غضبت عليه حقَّ لي الغضب

والعلم في صغري مازلت اطلبه ... من اهله راعياً يا حبّ! ذا الطلب

وما برحت حليف الفضل في كبري ... لمَّا تكسَّبته والفضل مكتسب

وقد عرفت بني الدُّنيا كمعرفتي ... نفسي إلى حسب التقوي لها حسب

وقد خبرت أناساً ران من طبعٍ ... علي قلوبٍ حووها اللَّهو واللَّعب

في القول الذي ما كانوا إذا صدقوا ... والفعل أبعد ما كانوا اذا قربوا

عبيد من كانت الدُّنيا له فإذا ... ولَّت عن المرء ولَّوا عنه وانجذبوا

[٣٣٩]

عبد القاهر بن الفضل بن عبدالقاهر بن محمدٍ القرشيُّ، أبو غانمٍ.

من أهل حلب، كانت ولادته بها في شهر الله رجب سنة سبع وستين وخمسمائة، وهو عدل من عدولها، ويتولّي النظر في وقف المدارس، وهو شيخ طويل له حرمه وقدر سمع حماد البزاغي، وابن اخيه أبا الفوارس البزاغي.

أنشدني لنفسه هذة الابيات، وأوصي ان تكتب علي قبره بعد موته: [من الرمل]

هذة تربة عبد مذنبٍ ... بخطاياه ثوي في لحده

ترك الأولاد والمال معاً ... ليس يدري ما جري من بعده

كان إن مسَّ من ترابٌ برده ... خاف من تأثيره في برده

/٣٥ ب/ أصبح اليوم بقبر موحش] ... والثَّري ملتصقٌ في خدِّه

يسأل الله نعيماً ورضاً ... ثمَّ يرجو رحمةً من عنده

<<  <  ج: ص:  >  >>