واللَّيل مسدود عليه طريقه ... يحبو حسيراً كالوليد الأعرج
والشُّهب حيرى في السماء كأنَّها ... وفدٌ يضلُّهم الصَّدى عن منهج
والبرق يلمع في خبايا مزنة ... كالسيف صمِّم في دلاص مدجَّج
حتى بدا ضوء الصباح كأنَّه ... نار على شرف تشبُّ لمدلج
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الطويل]
لد أبرزوا أسرار عيني وأحرزوا ... غزالاً عظيمًا في الملاخة شانه
فهم حلَّلوا بالبين حيني وحرَّموا ... عليَّ عناقًا كان يدنو أوانه
كما أوقدوا بالهجر بين جوانحي ... سعيراً بدا في عارضيه دخانه
فمن ذا رأى مثلي من الناس هائما ... إذا ذكر الخلَّان يدمع شانه
/ ٤٤ ب/ ومن أين مثلي في هواكم متيَّم ... إذا مسح الآماق تدمى بنانه
وأنشدني من شعره من أبيات: [من الكامل]
سقيًا لأيَّام الربيع فإنَّه ... زان البسيط بحلَّه خضراء
وشَّى الحيا قطع الرياض كأنَّما ... أهدى له الحبرات من صنعاء
حكت البروق وميض بيضٍ فارقت ... أجفانها في بهرة الظَّلماء
ومنها يقول:
وترى هزيم الرَّعد في جنباته ... كالطَّبل يشرب غدوة الهيجاء
والقطر في وسط الشَّقيق كعبرةٍ ... تجري خلال المقلة الرَّمداء
ومنها قوله:
تترنَّح الأغصان من نفس الصَّبا ... كترنُّح النَّشوان من صهباء