أيا ناثراً دراً وناظم عقده ... ومستخرج المعنى ومورى زنده
شأوت الأولى فاقوا الأنام فصاحةً ... بما حال منك الفكر موشيَّ برده
/ ٤٩ أ/ فته كيف ما شاءت قوافيك مصعداً ... فويق السُّها أو جائزاً فوق خدَّه
معان تروق السَّامعين كانَّما ... سقوا قرقفا كالسلسبيل وبرده
لها أرجٌ في الحيِّ إن هي أنشدت ... تفوق على بان الأراك ورنده
فصاحبها ينيبك قسًا وجرولًا ... وإيراده يغنيك عن عبد ودِّه
يريك إذا ما فاه بالنَّظم ناطقًا ... لبيداً بعقد النًّظم أو نظم عقده
وله في شمس الدين على بن أبي غالب السَّلاميّ: [من السريع]
قال فرات الشام لمَّا جرى ... بحر النَّدى في موجه الغالب:
من ذا الَّذي يعلو على صهوتي ... قلت: علي بن أبي غالب
وقد علا من فوق حرَّاقة ... أكرم به من جالس راكب
ذاك الَّذي إن نقص البحر في ... نقص الزمان الغابر الذاهب
فجوده لا يألي زائداً ... للقانع المعترِّ والطالب
وكيف لا يعلوك من جوده ... هامٌ على السَّالب والواهب
تجود بالماء وتختفي الَّذي ... في القعر من جوهرك الثَّاقب
وجود شمس الدَّين من كلِّ ما ... يحويه في الشاهد والغائب
وقال في صبيِّ: / ٤٩ ب/ صعد المنبر تجاه الكعبة الشريفة وأذن العشاء:
[من الوافر]
تبدَّى بين زمزم والمقام ... لنا بدرٌ حكى بدر التَّمام
بدا والليل قد أرخى سدولًا ... حكت صدغيه من نون ولام
لعا فوق الحطيم لحسن لفظ ... حكى الُّرَّ المنضَّد في النِّظام
فعاد الليل حينئذ بهاراً ... بوجهك إذ سفرت عن اللِّثام
وأغنانا جبينك إذ تبدَّى ... عن المصباح في جنح الظَّلام
تصيد قلوبنا والشَّرع يأبى ... جواز الصَّيد في البلد الحرام
وتشهر سيف لحظك في مقام ... نهينا فيه عن سلِّ الحسام
بأية جرأة وبأي أيدٍ ... تحلِّل حرمه البيت الحرام