وهذا مليكٌ أمره غيث عصره ... فسيرته تبقى حيّاً متورِّدا
فيسقى بها الظَّمان للعلم مسنتًا ... ويرقى لها الدَّيان في الحكم مسندا
ينال الفتى بالصبر مقسوم حظَّه ... وكم جاهد في الحرص ما نال مقصدا
عجبت من الأيام تطوى كمائنًا ... إذا انتشرت أعيت نجيباً ومنجدا
وكنت أرى ذا الفتح من قسم يوسف ... فلله ذاك القسم ما كان أسعدا!
ولله يومٌ هلَّ فيه ولادةٌ ... لقد اب مولوداً وبورك مولدا
لفى مطهراً من هَّر القدس واحتوى ... بني أصفر سبيًا وقتلاً تعمُّدا
هو المسجد الأقصى وهم شوكة الوغى ... فما كان لولا الله يخلص معبدا
/ ٦٦ أ/ هنيئاً لبيت القدي ألآن طهره ... وللنَّاصر المنصور غبطته غدذا
فيا خير ممدوح وأطهر مجتبى ... وأسعد ممنوح وأبهر محتدا
مديحك أحلى في فمي من جخى المنى ... ومن طعم برد الماء عذبًا على الصَّدى
وأشهى سماعًا من حديث حبائب ... يلدُّ لها عهد الصِّبا متجدَّدا
أسامر فيك الشِّعر مستمتعًا به ... فأبسطه بسط الحميَّة في النَّدى
أودُّ لو أنَّ البيت ألف قصيدة ... وكلُّ قصيد ألف حزب تردُّدا
وكيف اقتصارٌ في مدائح يوسف ... وقد بذَّ غايات السَّوابق في المدى
سرى وهو نورٌ قاهرٌ بلطافةً ... وحلَّ بن صوت العلا فتجسَّدا
ولو لم يلح للناس ما علموا فتى ... سما كلَّ عال وهو يرتاد مصعدا
فكل ابتداء في معاليه منتهى ... وكلُّ انتهاء في تعاليه مبتدا
وأنشدني قاضي اليمن لعبد المنعم بن حسان: [من مخلّع البسيط]
يا ساهراً في اقتناء علم ... بخطب منه مقام محكم
لا تطلب العلم في كتاب ... بل وسِّع الكمَّ ثمَّ عمِّم
والبس من .... طيلسانًا ... واعقده بالمنكبين واختم
واقعد مع القوم في جدال ... لا بالبخاري ولا بمسلم
/ ٦٦ ب/ إلّا صياحًا ونفض كمٍّ ... وجمع لا لا وعقد لم لم
وما أرى بينهم علوماً ... اكثر من لا ولا أسلِّم