سنقر، وبعده لولده قطب الدين محمد، وبعده لولده الملك العزيز شاهنشاه. فلما أخذت سنجار من بني أتابك، وصارت في يد الملك الأشرف شاه أرمن، رحل إلى آمد وانقطع إلى خدمه صاحبها الملك الصالح أبي الفتح محمود بن محمد، وبعدها لولده الملك المسعود مودود، ولم يزل بها مقيماً إلى أن مات سنه تسع وعشرين وستمائه عن ثمانين سنه.
وأنشأ بسنجار مدرسه جعلها وقفاً على المشتغلين بعلم الطب، وأفيها القناه المشتهره المعروفه به إلى الآن، وكان إلى حين وفاته مكباً على التصنيف، والناس يختلفون إليه للأفاده.
وله أشعار في المقطعات؛ أنشدني ولده/١٣٧ ب/ محمد، قال: أنشدني والدي لنفسه: [من المتقارب].
وقائله قد أتلك المشيب ... فما آن للدرس من آخر
فقلت علقت ببعض العلوم فقد ... غصت في بحره الزاخر
وأنشدني أيضاً، قال: أنشدني والدي لنفسه: [من الطويل]
وواعدتني عند الفراق يزورني ... خيالك إذبان الكرى لجفوني
وقد حاك ذاك الحال حتى كأنني ... خيال خيال في ضمير أمين
وأنشدني، قال: أنشدني والدي لنفسه في الخضاب: [من الطويل]
ولما رأتني قد خضبت تبسمت ... وقالت مضي طيب الزمان ورونقه
فواعجباً عند الشباب هجرته ... أيطمع في هجري وقد شاب مفرقه
وأنشدني، قال: أ، شدني والدي لنفسه:[من الكامل]
في تليعفر للغريب مقاتل ... والضر بين أناسها مبثوث
وقت الهجيره للذباب مباضع ... ومع الدياجي البق والبرغوث