نسبه إلى عمل الرصاص؛ هكذا نسب نفسه؛ ثم ادعي أنه من أبناء شرف الدوله أبي المكارم مسلم بن قرواش العقيلي، ويعرف بإربل ابن كشكسه.
وهو إربلي المولد والمنشأ، معدود في شعرائها، يمدح ويهجو، ونظم أرجوزه هجا بها أصحاب الديوان والمقدمين بإربل، مزق فيها أعراضهم، وشاعت عنه، وانتشر ذكرها، فخرج بسببها هارباً خائفاً نحو بلاد الجزيره، فأقام برهه من الزمان ينتقل من مدينه إلى أخرى، ثم عاد الى إربل وبقي بها ينقش سكك الدنانير في دار الضرب لمالكها الملك المعظم مظفر الدين أبي سعد كوكبوري بن علي بن بكتكين-رضي الله عنه- إلى حين وفاه مظفر الدين.
ثم خبرت أنه توفى في يوم الأربعاء خامس عشر المحمرم سنه اثنتين وثلاثين وستمائه.
أنشدني لنفسه؛ يذم إربل وأهلها، ويمدح الصاحب شرف الدين أبا بركات المستوفي-: [من الوافر]
تعز فإنه برق جهام ... وما لسحابه أبدا سجام
/١٤٤ أ/ ولا تستسق عارضه بنوء ... فإن سقاء عارضه سمام
وجرد سيف عزمك من جفير ... الأقامه وارتحل فلك الذمام
وباين ربع إربل وانا عنها ... فليس لعاقل فيها مقام
وكيف ترى الثواء بأرض قوم ... بها الأبريز عدل والرغام
هلا فارحل قلوصك عن أناس ... هم عن كل مكرمه نيام
إذا ناري القرى وقدت لقوم ... لنار الكي عندهم ضرام
إذا ما قيل ضيف جاء يلفى ... كأن غشاء أوجههم قتام
إذا ذكر الفخار فلا فخار ... وإن عد الكرام فلا كرام
تكاد بهم تغور الأرض لولا ... ابن موهوب له بهم اهتمام
وزير إن تباخلت الغوادي ... فوابل كفه غدق سجام