[٣٨٧]
عثمان بن نصر الله بن محمد بن أبي هندي بن أبي النجم بن رافع بن جامع بن جعفر البزار، أبو عمرو بن أبي الفتح الموصلي.
كانت ولادته في شهر الله رجب سنه ثلاث وخمسين وخمسمائه بالموصل، وتوفي بها يوم الخميس تاسع ربيع الأول سنه ثلاثين وستمائه.
وهو من بيت مشهور في الموصل باليسار والثروه، واستظهر القراءن الكريم، وكان تاجراً، يسافر من البلاد العراقيه إلى الديار المصريه. فكف بصره، وترك التجاره، ولازم بيته، وواظب على الصلاه وقراءه القراءن حتى صار يختم بين ليلته ويومه ختمه يدرسها.
وكان قد سمع الحديث بالأسكندريه على الحافظ أبي ظاهر أحمد بن محمد /١٤٥ ب/ ابن أحمد الأصفهاني السلفي. وكان له طبع في النظم من غير أن يقرأ أدباً ونحواً. وشعره مدون أجازني جميع رواياته وأقاويله.
أنبأني لنفسه في غلام أسمه يلبا: [من الرمل]
نظرت عيناي بالبدر طالعاً ... مشرقاً ما بين أزرار القبا
بقوام يخجل الغصن إذا ... هزه مر نسيمات الصبا
وعذار حل من ابنته ... يفتن العجم به والعربا
قلت من هذا الَّذي خصه ... الله بالحسن فقالوا أيلبا
أترى ينعم بالوصل فقد ... هد عمري وفؤادي سلباً
والهوى أوقعني في أسره ... ما احتيالي إن تجني أو أبي
وأنبأني أيضاً لنفسه، واوائل هذه الأبيات أحرف محاسن: [من المتقارب]
متي يسمح لي الدهر بالوصال ... ونرجع لذات نكد الليالي
حدا بالأحبه حادي الفراق ... وشط المزار فكيف احتيالي
إذا جن ليلي بذكر أسمه ... أعلل قلبي بطيف خيال
سألت إلهاً قضي بالفراق ... يمن علينا بطيب الوصال