وكان مع ذلك شاباً سرياً جميلاً لطيفاً، مليح الصوره، مطبوع الشمائل، ولد في سنه اربع واربعين وخمسمائه، وتوفي في شهر رمضان سنه أربع وستمائه بالقاهره، بالديار المصريه-رحمه الله تعالى-.
أنشدني أبو منصور بن يوسف بن أبي منصور العصافيري الموصلي؛ قال: أنشدني ابن الساعاتي لنفسه مبدأ قصيده: [من الطويل]
ألمت سليمي والنسيم عليل ... فخيل لي أن الشمال شمول
كأن الخزامي صفقت منه قرقفاً ... فللكسر أعناق المطي تميل
شديد إلى باب البريد حنينه ... وليس إلى باب البريد سبيل
منازل أما ماؤها فمصفق ... زلال وأما ظلها فظليل
نحلن وما قولي نحلت تعجباً ... هل الحب إلا لوعه ونحول
/١٤٧ ب/ وأنشدني لنفسه في السعيد بن سناء الملك، وقد وقع عن بغل له، وكان يسمى البغل الجمل: [من البسيط]
قالوا السعيد تعاطى بغله نزقاً ... فزل عنه وأهل ذاك للزلل
فقل له لا أقال الله عثرته ... ولا سقته بنان العارض الهطل
أبغضت بالطبع أم المؤمنين ولم ... تحبب أباها وهذي وقعه الجمل
وقال أيضاً: [من الوافر]
أتهويما وليل الهم داجي ... فهات من السلاف سنى السراج
وأطلع بالسقاه بدور تم تدير الشمس في صبح الزجاج
ونصليها رماحاً من الشموع ... لوامع تحت رايات الدياجي
ولو ركبت لتقتنص الأماني ... بنان يدتسالم في الهياج
تجيد الضرب لكن في مقام ... دخان كبابه رهج العجاج