تقي الدين وغيره، وكان دينًا خيرًا حسن الأخلاق متواضعًا بشوش الوجه متثبتًا قال: لم أقض قضية إلا أعددت لها الجواب بين يدي الله، ذكره الذهبي في المختصر فقال: عالم ذكي خيّر، متواضع بصير بالفقه والعربية، سمع الكثير وتخرج بابن تيمية وغيره."انتهى
وقال ابن السبكي:" له فوائد فقهية منظومة، وأرجوزه في تعبير المنامات، واختصار ملحة الإعراب وغير ذلك، وشعره أحلى من السكر (المكرر) وأغلى قيمة من الجوهر".
ومن بديع نظمه لاميته المتداولة المشهورة، وله مراثي رثى بها شيخ الإسلام ابن تيمية منها قوله:
عتا في عرضِهِ قومٌ سلاطُ ... لهم من نثرِ جوهرِهِ التقاطُ
تقيُّ الدين أحمدُ خيرُ حبرٍ ... خروقُ المعضلاتِ به تُخَاطُ
تُوُفِيَ وهو مسجونٌ فريدٌ ... وليس له إلى الدنيا انبساطُ
ولو حضروه حين قضى لألفَوْا ... ملائكةَ النَّعِيمِ به أحاطوا
قضى نحبًا وليس له قرينٌ ... ولا لنظيرِهِ لُفَّ القِمَاطُ
فتىً في علمِهِ أضحى فريدا ... وحَلُّ المشكلاتِ به يُنَاطُ
وكان إلى التُّقى يدعو البرايا ... وينهى فرقةً فسقوا ولاطوا
وكان يخافُ إبليسٌ سطاه ... بوعظٍ للقلوبِ هو السياطُ
فيا لله ما قد ضمَّ لحدٌ ... ويا لله ما غطَّى البلاطُ
همو حسدوه لما لم ينالوا ... مناقبَهَ فقد فسقوا وشاطوا
وكانوا عن طرائقِهِ كُسالى ... ولكن في أذاه لهم نشاطُ
وحبسُ الدُّرِ في الأصدافِ فخرٌ ... وعند الشيخ بالسجن اغتباطُ
بآل الهاشميِّ له اقتداءٌ ... فقد ذاقوا المنونَ ولم يواطوا