وأي اغترابٍ فوق غربتِنا التي ... لها أضحت الأعداءُ فينا تحَكَّمُ؟
وحيَّ على السوقِ الذي فيه يلتقي ... المحبوبُ، ذاك السوقُ للقومِ مَعْلمُ
فما شئت خذ منه بلا ثمنٍ له ... فقد أسلف التجارُ فيه وأسلموا
وحيَّ على يومَ المزيدِ الذي به ... زيارة َربِّ العرشِ، فاليوم مَوْسِمُ
وحيَّ على وادٍ هنالك أفيحٌ ... وتربتُهُ من أذفَرِ المسكِ أعظمُ
منابرُ من نورٍ هناك وفضةٌ ... ومن خالصِ العقيانِ لا تتفصَّمُ
وكُثبانِ مسكٍ قد جعلن مقاعداً ... لمن دون أصحابِ المنابرِ يعلمُ
فبيناهم في عيشِهم وسرورِهم ... وأرزاقُهم تجري عليهم وتُقْسَمُ
إذا هم بنورٍ ساطعٍ أشرقت له ... بأقطارِها الجناتُ لا يُتَوهَّمُ
تجلى لهم ربُّ السمواتِ جهرةً ... فيضحكُ فوقَ العرشِ ثم يكلمُ
سلامٌ عليكم، يسمعون جميعهم ... بآذانهم تسليمَهَ إذْ يُسَلّمُ
يقول: سلوني ما اشتهيتم، فكلُّ ما ... تريدون عندي، إنني أنا أرحمُ
فقالوا جميعاً: نحن نسألك الرضا ... فأنت الذي تولى الجميلَ وترحمُ
فيعطيهم هذا ويشهدُ جمعَهُم ... عليه، تعالى الله، فاللهُ أكرمُ
فيا بائعاً هذا ببخسٍ مُعَجَّلٍ ... كأنك لا تدري، بلى، سوف تعلمُ
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبةٌ ... وإن كنت تدري، فالمصيبةُ أعظمُ
ونقل ابن حجر في درره عنه في ذم نفسه:
بنيُّ أبي بكرٍ كثيرٌ ذنوبُهُ ... فليس على من نال من عرضِهِ إثمُ
بنيُّ أبي بكرٍ غدا متصدرا ... يعلم علمًا وهو ليس له علمُ
بنيُّ أبي بكرٍ جهولٌ بنفسِهِ ... جهولٌ بأمرِ اللهِ أنَّى له العلمُ