للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا أزال أتعجب من المنتسبين إلى حب الانصاف في البحث المزرين على أهل التقليد المعقولات التي يزعمون أن مستندهم الأعظم الصريح منها كيف يباينون ما أوضحه من الحق، وكشف عن قناعه، وقد كان الواجب على الطلبة شد الرحال إليه من الآفاق ليرو العجب.

وما أشبه حال المباينين له من المنتسبين إلى العلم الطالبين للحق الصريح الذي أعياهم وجدانه بحال قوم ذبحهم العطش والظمأ في بعض المفازات فحين أشرفوا على التلف لمع لهم شط كالفرات أو دجلة أو كالنيل فعند معاينتهم لذلك اعتقدوه سرابًا لا شرابًا، فتولوا عنه مدبرين، فتقطعت أعناقهم عطشًا وظمأ، فالحكم لله العلي الكبير، وما أرسلنا الكتب المقابلة من إحدى الطرفين، ففيه تعسف وتمهدون العذر في الإطناب، فهذا الذي ذكرته من حالي مع الشيخ كالقطر من بحر وإن أنعمتم بالسلام على أصحاب الشيخ وأقاربه كبيرهم وصغيرهم كان ذلك مضافًا إلى سابق إنعامكم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأنتم في أمان الله ورعايته والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما) انتهى

<<  <   >  >>