ومات في أثناء غيبة شيخ الإسلام عن دمشق حيث إنه غاب عنها سبع سنين وسبع جمع كما ذكر ابن عبد الهادي، قال:" وقد توفي في أثناء غيبة الشيخ عن دمشق غير واحد من كبار أصحابه وساداتهم منهم: الشيخ الإمام القدوة الزاهد العارف عماد الدين أبو العباس أحمد بن ابراهيم بن عبد الرحمن الواسطي المعروف بابن شيخ الحزاميين توفي يوم السبت السادس والعشرين من شهر ربيع الآخر من سنة إحدى عشرة وسبعمائة.
وكان رجلًا صالحًا ورعًا كبير الشأن منقطعًا إلى الله متوفرًا على العبادة والسلوك وكان قد كتب رسالة وبعثها إلى جماعة من أصحاب الشيخ وأوصاهم فيها بملازمة الشيخ والحث على اتباع طريقته وأثنى فيها على الشيخ ثناء عظيمًا".
ومما قال في تلك الرسالة النفيسة:" وقد عرفتم ما أحدث الناس من الأحداث في الفقهاء والفقراء والصوفية والعوام، فأنتم اليوم في مقابلة الجهمية من الفقهاء نصرتم الله ورسوله في حفظ ما أضاعوه من دين الله، تصلحون ما أفسدوه من تعطيل صفات الله، وأنتم أيضًا في مقابلة من لم ينفذ في علمه من الفقهاء إلى رسول الله وجمد على مجرد تقليد الأئمة، فإنكم قد نصرتم الله ورسوله في تنفيذ العلم إلى أصوله من الكتاب والسنة، واتحاد أقوال الأئمة تأسيًا بهم لا تقليدًا لهم.
وأنتم أيضًا في مقابلة ما أحدثته أنواع الفقراء من الأحمدية والحريرية من إظهار شعار المكاء، والتصدية، ومؤاخاة النساء والصبيان، والإعراض عن دين