للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العصر مثل سيدنا الشيخ الذي فتح الله به أقفال القلوب، وكشف به عن البصائر عمى الشبهات وحيرة الضلالات حيث تاه العقل بين هذه الفرق، ولم يهتد إلى حقيقة دين الرسول.

ومن العجب أن كلا منهم يدعي أنه على دين الرسول حتى كشف الله لنا ولكم بواسطة هذا الرجل عن حقيقة دينه الذي أنزله من السماء وارتضاه لعباده.

واعلموا أن في آفاق الدنيا أقوامًا يعيشون أعمارهم بين هذه الفرق يعتقدون أن تلك البدع حقيقة الإسلام فلا يعرفون الإسلام إلا هكذا.

فاشكروا الله الذي أقام لكم في رأس السبعمائة من الهجرة من بين لكم أعلام دينكم وهداكم الله به وإيانا إلى نهج شريعته، وبين لكم بهذا النور المحمدي ضلالات العباد وانحرافاتهم، فصرتم تعرفون الزائغ من المستقيم والصحيح من السقيم، وأرجو أن تكونوا أنتم الطائفة المنصورة الذين لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، وهم بالشام إن شاء الله تعالى.

ثم إذا علمتم ذلك فاعرفوا حق هذا الرجل الذي هو بين أظهركم وقدره، ولا يعرف حقه وقدره إلا من عرف دين الرسول وحقه وقدره فمن وقع دين الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- من قلبه بموقع يستحقه، عرف حق ما قام به هذا الرجل بين أظهر عباد الله يقوِّم معوجهم ويصلح فسادهم ويلم شعثهم جهد إمكانه في الزمان المظلم الذي انحرف فيه الدين وجهلت السنن، وعهدت البدع، وصار المعروف منكرًا والمنكر معروفًا، والقابض على

<<  <   >  >>