واعلموا رحمكم الله أن هنا من سافر إلى الأقاليم، وعرف الناس وأذواقهم، وأشرف على غالب أحوالهم، فوالله ثم والله ثم والله لم ير تحت أديم السماء مثل شيخكم علمًا وعملًا وحالًا وخلفًا واتباعًا وكرمًا وحلمًا في حق نفسه، وقيامًا في حق الله عند انتهاك حرماته، أصدق الناس عقدًا وأصحهم علمًا وعزمًا وأنفذهم وأعلاهم في انتصار الحق وقيامه همة وأسخاهم كفًا وأكملهم اتباعاً لنبيه محمد...."انتهى، وهي بكامها في ترجمة ابن عبد الهادي لشيخ الإسلام ابن تيمية.
وقال ابن عبد الهادي في مختصر طبقات علماء الحديث:" قال الشيخ عماد الدين الواسطي - وكان من الصالحين العارفين- وقد ذكره: هو شيخنا السيد الإمام، الأمة الهمام، محيي السنة، وقامع البدعة، ناصر الحديث مفتى الفرق، الفاتق عن الحقائق وموصلها بالأصول الشرعية إلى الطالب الذائق، الجامع بين الظاهر والباطن، فهو يقضي بالحق ظاهرًا وقلبه بالعلى قاطن، أنوذج الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين، الشيخ الإمام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية أعاد الله بركته، ورفع إلى مدارج العلى درجته.
ثم قال في أثناء كلامه: والله ثم والله ثم والله لم أر تحت أديم السماء مثله علمًا وعملًا وحالًا وخلقًا واتباعًا وكرمًا وحلمًا في حق نفسه، وقيامًا في حق الله عند انتهاك حرماته. ثم أطال في الثناء عليه"انتهى
وقال:" قد شارف مقام الأئمة الكبار، ويناسب قيامه في بعض الأمور قيام الصديقين".
وكان يعظمه جدًا ويتتلمذ له مع أنه أسن منه رحمه الله وعفا عنه.