للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سمع من الأبرقوهي، والقرافي، وابن حفص ابن القواس، وإسماعيل بن الفراء، وسنقر الزيني.

وكان شاعرًا أديبًا فقيهًا.

قال ابن رجب:" له قصيدة حسنة طويلة في مدح الشيخ تقي الدين ابن تيمية، منها:

يعنفني في بغيتي رتبة العلى ... جهولٌ أراه راكباً غيرَ مركبي

له همةٌ دون الحضيضِ مَحِلُّها ... ولي همةٌ تسمو على كلِّ كوكبِ

فلو كان ذا جهلٍ بسيطٍ عذرتُهُ ... ولكنَّه يُدْلِي بجهلٍ مُرَكَّبِ

يقول: علامَ اخترت مَذْهَبَ أحمدٍ؟ ... فقلتُ له: إذ كان أحمدَ مذهبِ

وهل في ابنِ شيبانٍ مقالةُ قائلٍ ... وهل فيه من طعنٍ لصاحبِ مَضْرَبِ؟

أليس الذي قد طار في الأرضِ ذكرُهُ ... وطبَّقَهَا ما بين شرقٍ ومَغْرِبِ؟

ثم ذكر محنته - إلى أن قال:

وأصحابُهُ أهلُ الهدى لا يضرُّهُم ... على دينهم طعنُ امرئٍ جاهلٍ غبي

هم الظاهرون القائمون بدينهم ... إلى الحشرِ، لم يغلبْهُمَا ذو تَغَلُّبِ

لنا منهم في كلِّ عصرٍ أئمةٌ ... هداةٌ إلى العُليا، مصابيحُ مَرْقَبِ

وقد علمَ الرحمنُ أن زماننا ... تشعَّبَ فيه الرأيُ أيُ تَشعُّبِ

فجاء بحبرٍ عالمٍ من سَراتهم ... كسبعِ متينَ بعد هجرةِ يثربِ

يقيم قناةَ الدينِ بعد اعوجاجِهَا ... وينقذُها من قبضةِ المتعصبِ

فذاك فتى تيميةَ خيُر سيِّدٍ ... نجيبُ أتانا من سلامةِ مَنْجَبِ

عليمٌ بأدواءِ النفوسِ، يسوسُهَا ... بحكمتِهِ، فعلَ الطبيبِ المُجَرِّبِ

<<  <   >  >>