لا تحلَّ العوادَ إن أكثروا الترـ ... ـداد أو أقدموا بلا استئذانِ
أنتَ رَوْحُ الوجودِ في عَصْرِكَ الآ ... ـنَ وقلبُ الورى وعينُ الزمانِ
والبرايا إذا اعتبرت جميعًا ... منك أضحوْا بمنزلِ الجُثْمانِ
وإذا الداءُ خامرَ الرَوْحَ والقَلْـ ... ـبِ تَعَدَّى الداءُ إلى الأبدانِ
فجديرٌ بسائرِ الصَحْبِ إن هُم ... أطنبوا في السؤالِ للرَّحْمَنِ
أن يديمَ ظلِكَّ الظليلَ عليهم ... سالمًا من طوارقِ الحَدَثانِ
قلت [الأموي] : حذفت من منها أبياتًا في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه.
قال: وله رحمه الله:
يا من له فطنةٌ فاقت ذوي الفِطَنِ ... يا ذا المناقبِ والأفضالِ والمِنَنِ
يا من أواليهِ في سرى وفي علني ... لا تلحني في انخذالي عن بني الزَّمَنِ
ولا اغترابي عن الأهلينَ والوَطَنِ
يا من لدينِ هواهُ بتُّ مُعْتَقِدا ... ومن بذيلِ هواه ظَلْتُ مُعْتَضِدَا
كن لي عذيرًا فلا نلتَ العداتِ غدا ... ولا تلمني إذا أصبحت منفردا
عن الوجودِ بلا خلٍ ولا سَكَنِ
كم جهدُ مثلي أن يُخْفِى تَمَلْمُلَهُ ... عن الوشاةِ وأن يُخْفِى تَحْمُّلَهُ
إن نَمَّ دمعي بأسراري يَحِقُّ له ... فبي من الوَجْدِ ما إن لو تَحْمَّلَهُ
رضوى لذابَ جوىً أو بَذْيُلٌ لفَنِي
لكنَّ قَلْبِي وإن ضَاقَتْ مَسَارِحُهُ ... لِمَا حوتهُ من البَلْوَى جَوَارِحُهُ
به غريمُ غرامٍ لا يُبَارِحُهُ ... ولَّي مِنَ الفِكْرِ نَدْمَانٌ أُطَارِحُهُ
ما بي فأفهمُ ما أشكو ويفهمُنِي