شُغِلْتُ فيه به عمن سواه فما ... ألِوي على صرفِ دهرٍ جارَ أو رَحِمَا
ولا أبالِ أذاعَ السِّرُّ أم كَتَمَا ... وكيف أصبحَ بالأغيارِ مُلْتَئِمَا
وبعضُ ما بي عن آبايَ يَشْغَلُنِي
هذا ولو أُضْرِمَتْ في القلبِ نارُ غَضَا ... ما ازددتُ إلا ابتهاجا بالهوى ورِضَا
لكنَّ جوهرَ صبري مذ غدا عَرَضَا ... أنشدتُ قولَ الفتى الجيليِّ ممتعضا
به ومن مثلِ قولِ السيدِ الحَسَنِ
مخاطبًا لجهولٍ باتَ يؤلمُهُ ... عذلًا ويلحاه فيما ليس يعلمُهُ
عني ملامَكَ إني لست أفهمُهُ ... ورُبَّ وَقْتِ وجودي فيه أسأمُهُ
دعْ الأجانبَ بلْ رَوْحِي تُزَاحِمُنِي
وله فيه أيضًا -رحمه الله ورضي عنه-:
يا عالماً جلَّ عن ضدٍ يُضَاهِيهِ ... وفاقَ أقرانَهُ فيما يعانِيهِ
يا ذا الفضائلِ يا زينَ الأماثلِ يا ... مُرْدِى المُمُاثِلِ يا مُوهِى مُنَاويِهِ
إيضاحُ فضلِكَ لا يحتاجُ تكملةٍ ... لكن مفصَّلُهُ عن ذاك مُجْزِيهِ
يا من إذا رمت أن أُحْصِي مَنَاقِبَهُ ... نظمًا ونثرًا وأنْشِيهِ وأرويهِ
حُصِرتُ لولا سجاياه تُهَذِّبُني ... لما ظَفِرْتُ بمعنىً من معانيهِ
محررُ المجدِ في مدحيكَ لخُصَ لي ... هدايةً أرشدت إرشادَ تنبيهِ
يا عمدةَ المقتدي حقًا ومَقنَعَةً ... فيا يرومُ وكافيهِ ومغنيهِ
ويا نهايةَ طلابِ الرعايةِ من ... وسيطِ علمٍ وخُبْرٍ أنت حاويهِ
يا غنيةَ المبتغين الرشدَ مانِحَهُم ... فتوحَ غيبٍ أتى من عندَ باريهِ
أبديتَ تعجيزَ أهلِ النظمِ فاعترفوا ... بالعجزِ عن كُنْهِ ما أصبحت تُبْدِيهِ
للهِ كَمْ مَيْتِ عِلْمٍ أَنْتَ تَنْشُرُهُ ... منِ بعدِ ما كادتِ الأيامُ تَطْوِيهِ