للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكمْ حُصُونِ ضَلالٍ أنتَ هَادِمُهَا ... قهرًا وكمْ قولِ غاوٍ أنتَ مُوهِيهِ

بيَّنتَ إفسادَ ما قد حللوه لهم ... تبيينَ تحريمِ لا تبيينَ تنزيهِ

من الدباثةِ حيث الجُعْلَ يَبْذُلُهُ ... المسكينُ من كفِّهِ كيما يكافِيهِ

وقُمْتَ بالحقِّ في ذا العصرِ مجتهدًا ... في نصرِهِ مبطلًا دعوى أعاديهِ

يا حجةَ اللهِ في هذا الزمانِ على الـ ... ـوجودِ ما بين قاصيهِ ودانيهِ

يا من يراه إلهُ العرشِ داعيةً ... إلى الهدَى بلطيفِ من تَأَتِّيهِ

يا كاشفَ المُشْكِلاتِ المُعْضِلاتِ لَنَا ... بأبلجٍ مستنيرٍ من فتاويهِ

يا من أبى مقولي إلا مدائحَهُ ... ولو مدحت سواه كنت أعنيهِ

ومن حداني إلى أني أخاطِبُهُ ... بالمدحِ حتَّى كأنِّي لا أناجِيهِ

إلا مخافةَ ذي مِحَلٍ وذي حَسَدٍ ... يلحى فيعربَ عما فيهِ من فِيهِ!

وإنْ تَعَرَّضَ ذو ضُغْنٍ تلوتُ له ... (فذلكنَّ الذي لمتنَّنِي فيه)

قلت (الأموي) : البيت الأخير ضمن فيه بعض آية من القرآن من سورة يوسف عليه السلام وهي قوله تعالى {قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ} [يوسف:٣٢] .

وليس في ذلك شيء من حرمة أعلمه، أما ما يعرف بالاقتباس وهو: تضمين الشعر أو النثر بعض القرآن لا على أنه منه بألا يقال فيه قال الله تعالى ونحوه. ففي ذلك خلاف معروف، واشتهر عن المالكية تحريمه، وفي ذلك تفصيل ينظر له الفصل المخصوص في كتاب الإتقان للجلال السيوطي، فالغنية ثمت.

وله أيضًا يذكر ذل الخصوم -رحمه الله-:

<<  <   >  >>