لئن نافقوهُ وهوَ في السِّجْنِ وابتغَوا ... رضاهُ وأبدوا رِقَّةً وتَوَدُّدَا
فلا غروَ: إنْ ذلَّ الخصومُ لبأسِهِ ... ولا عَجَبٌ إنْ هابَ سطوَتَهُ العِدَا
فمِنْ شِيمَةِ العَضْبِ المُهَنَّدِ أَنَّه ... يُخَافُ ويُرْجَى مُغْمَدًا ومُجَرَّدا
وله أيضًا فيه يمدحه -رحمه الله-:
أيا من مناقبُهُ فَاخِرَه ... ويا من مواهِبُهُ غَامِرَه
ويا من سَحَائِبُ إِفْضَالِهِ ... بآمالِ أمالِهِا مَاطِرَه
ويا من له همةٌ لم تَزَلْ ... بَنَجْحِ مقاصدِهِ ظَافِرَه
ويا من عزائِمُهُ لا تَنِي ... إلى درجاتِ العلا سائِرَه
ويا ليثَ حَرْبٍ إذا ما سطا ... تَذِلُّ له الأسُدُ الكَاسِرَه
ويا طورَ حلمٍ إذا ما جنى ... عليه امرؤٌ ينثتي عَاذِرَه
وإن نالَ منه بسوءِ المقالِ ... وقبحِ الفعالِ غدا غَافِرَه
ويا بحرَ علمٍ تكادُ البحا ... رُ تفيضُ بأمواجِهِ الزَّاخِرَه
ويا من أدلتُهُ بالنصو ... صِ لأخصامه بدت قَاهِرَه
ويا من براهينُ أقوالِهِ ... كشمسِ الضُّحى إذ بدت سافِرَه
ويا من عوارفُ عِرفانِهِ ... تفوقُ على الأنجمِ الزاهره
ويا من صوارمُ آرائِهِ ... لأعناقِ أعدائِهِ باتِرَه
ويا قدوةً يقتدي العارفونَ ... بنور هدايتِهِ الوافِرَه
ويا من قصده بهدى الطالب ... ين يؤيد باطنُهُ ظاهِرَه
ويا داعيَ الخلقِ في عصرِهِ ... إلى الحقِّ بالحججِ الباهِرَه
ويا من مكارمُ أخلاقِهِ ... زكت بعناصرِهِ الطاهِرَه