قال ابن عبد الهادي:" كان رحمه الله شديد الخوف والشفقة على أخيه شيخ الإسلام".
وكان الشيخ ابن تيمية يعظمه ويكرمه.
وقال ابن حجر:"كان علماء عصره يفضلونه على أخيه ابن تيمية..".
قلت: وهؤلاء الذين يحكي عنهم ابن حجر ذلك هم الأشاعرة الحاقدون على جهبذ وقته وما بعد وقته الشيخ أبي العباس، وإلا فإن شرف الدين كان يذبُّ عنه ويفضِّلُهُ على نفسه كما هو مذكور في ترجمة ابن عبد الهادي وغيره، وهذا عجيب من الحافظ أن ينقل ذلك ويسكت عليه، وهو إنما نقله عن الصفدي الذي ذكره عن بعض الفضلاء! فلا عجب لأنه يَعُدُّ من الفضلاء بل من أكابر الفضلاء التقي السبكي الذي هو وابنه من أشد الناس على ابن تيمية رحمه الله.
قال ابن رجب:" سمع " المسند " و " الصحيحين " وكتب السنن. وتفقه في المذهب حتى برع وأفتى. وبرع أيضاً في الفرائض والحساب، وعلم الهيئة، وفي الأصلين والعربية. وله مشاركة قوية في الحديث. ودرس بالحنبلية مدة.
وكان صاحب صدق وإخلاص، قانعاً باليسير شريف النفس، شجاعاً مقداماً، مجاهداً زاهداً، عابداً ورعاً، يخرج من بيته ليلاً، ويأوي إليه ليلاً، ولا يجلس في مكان معين، بحيث يقصد فيه، لكنه يأوي إلى المساجد المهجورة خارج البلد، فيختلي فيها للصلاة والذكر. وكان كثير العبادة والتأله، والمراقبة والخوف من الله تعالى، ذا كرامات وكشوف"انتهى