قلت: لعل ابن رجب نقل هذا عن ابن عبد الهادي فهذا بمعناه في ترجمة ابن تيمية له، وهو في هذا يشبه أخاه الشيخ تقي الدين فقد قال ابن عبد الهادي حكاية عنه:" كان رحمه الله يقول ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير، ثم أسأل الله الفهم، وأقول: يا معلم آدم وإبراهيم علمني، وكنت أذهب إلى المساجد المهجورة ونحوها، وأمرغ وجهي في التراب، وأسأل الله تعالى وأقول: يا معلم إبراهيم فهمني".
وقال ابن رجب:" كان له يد طولى في معرفة تراجم السلف ووفياتهم، وهْي التواريخ المتقدمة والمتأخرة".
قلت: وليس له في لك كتابٌ، نقل ذلك الصفدي عن الذهبي كما في أعيان العصر له. ونقل عنه الحافظ الذهبي فوائد منها ما في تاريخ الإسلام، وكذلك الشيخ ابن القيم يذكر أنه من شيوخه ذكر له فوائد في كثير من كتبه منها طريق الهجرتين وغيره.
ولعله لم يؤلف كتابًا اكتفاء بلسان أخيه وكتبه، وهذه عادة أهل العلم إذا وجدوا من يكفيهم شأن دعوة الخلق والتصنيف في العلم، ولذا كان بعضهم يحرق كتبه إذا علَّمها الناس وتناقلوها، وهكذا كانت حال جهبذ المصريين الشيخ عبد الرزاق بن عفيفي فإنه لم يؤلف كتابًا مستقلًا في فن ولم يعتن بهذا الشأن، وسئل عن ذلك فأجاب بما حاصله أن الناس قد كفوه ذلك من معاصريه ومن قبلهم من العلماء، رحمه الله ونفعنا بعلمه.