للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمر بغداد اضطراباً شديداً وخاف من بها وكثرت الأراجيف باقتراب أرسلان الفساسيري. وتوقف الكندري الوزير عن المسير فأنكرت خاتون ذلك عليه وهمت بالايقاع به وتوقف ابنها لتوقفهما عن المسير والانجاد للسلطان طغرلبك فنهضا للجانب الغربي من بغداد وقطعا الجسور من ورائهما وأنتهب دورهما واستولى من كان مع الخاتون من الغز على ما فيها من الأموال والأمتعة والأثاث والسلاح وتوجهت خاتون في العسكر إلى ناحية همذان وتوجه الوزير الكندري على طريق الأهواز. فلما كان يوم الجمعة السادس

من ذي القعدة ورد الخبر بأن أرسلان الفساسيري بالأنبار وسعى الناس إلى صلاة الجمعة بجامع المنصور فلم يحضر الامام وأذن المؤذن في المنارة ونزل منها وأعلم الناس إنه رأى العسكر عسكر الفساسيري بإزاء شارع دار الرقيق فبادروا إلى أبواب الجامع وشاهدت قوماً من أصحاب الفساسيري يسكنون الناس بحيث صلوا في هذا المكان اليوم في جامع المنصور الظهر أربعاً من غير خطبة وفي يوم السبت تاليه وصل نفر من عسكر الفساسيري وفي غدوة يوم الأحد دخل الفساسيري بغداد ومعه الرايات السود فضرب مضاربه على شاطئ دجلة واجتمع أهل الكرخ والعوام من أهل الجانب الغربي على مظافرة الفساسيري وكان قد جمع العيار وأهل الفساد وأطمعهم في نهب دار الخلافة والناس إذ ذاك في ضر وجهد قد توالى عليهم الجدب وغلا السعر وعز الأقوات وأقام الفساسيري بمكانه والقتال في كل يوم متصل بين الفريقين في السفن بدجلة. فلما كان يوم الجمعة الثاني دعي المستنصر بالله صاحب مصر على المنبر بجامع المنصور وزيد في الآذان حي على خير العمل. وشرع في بناء الجسر بعقد باب الطاق وكف الناس عن المحاربة أياماً وحضر يوم الجمعة الثاني من الخطبة فدعي لصاحب مصر في جامع الرصافة. وخندق الخليقة القائم بأمر الله حول داره ورم ما تشعث منها ومن أسوار المدينة فلما كان يوم الأحد لليلتين بقيتا من ذي القعدة حشد الفساسيري أهل الجانب الغربي والكرخ ونهض بهم إلى محاربة الخليفة ونشبت الحرب بين الفريقين يومين وقتل منهما الخلق الكثير. وأهل هلال ذي الحجة فزحف الفساسيري إلى ناحية دار القائم الخليفة فأضرم النار في الأسواق بنهر معلى وما يليه وعبر الناس لانتهاب دار الخليفة فنهب منها ما لا يحصى كثرةً وعظماً. ونفذ الخليفة إلى مونس بن بدر الصقلي وكان قد ظاهر الفساسيري فاذم للخليفة في نفسه ولقيه قريش أمير بني عقيل فقبل الأرض دفعات وخرج الخليفة من الدار راكباً وبين يديه راية سوداء وعليه قباء أسود وسيف ومنطقة وعلى رأسه عمامة تحتها قلنسوة الأتراك عراضه وبين يديه....... وضرب له قريش خيمةً في الجانب الغربي فدخلها وأحدق به خدمه وماشى الوزير رئيس الرؤساء أبا القسم بن مسلمة الفساسيري ويده قابضة على يده وكمه وقبض على قاضي القضاة الدامغاني وجماعة معه وحملوا إلى الحريم الطاهري وقيد الوزير والقاضي. فلما كان يوم الجمعة الرابع عشر من ذي الحجة لم يخطب بجامع الخليفة وخطب في سائر الجوامع للمستنصر صاحب مصر وفي هذا اليوم انقطعت الدعوة لبني العباس في بغدادن ذي القعدة ورد الخبر بأن أرسلان الفساسيري بالأنبار وسعى الناس إلى صلاة الجمعة بجامع المنصور فلم يحضر الامام وأذن المؤذن في المنارة ونزل منها وأعلم الناس إنه رأى العسكر عسكر الفساسيري بإزاء شارع دار الرقيق فبادروا إلى أبواب الجامع وشاهدت قوماً من أصحاب الفساسيري يسكنون الناس بحيث صلوا في هذا المكان اليوم في جامع المنصور الظهر أربعاً من غير خطبة وفي يوم السبت تاليه وصل نفر من عسكر الفساسيري وفي غدوة يوم الأحد دخل الفساسيري بغداد ومعه الرايات السود فضرب مضاربه على شاطئ دجلة واجتمع أهل الكرخ والعوام من أهل الجانب الغربي على مظافرة الفساسيري وكان قد جمع العيار وأهل الفساد وأطمعهم في نهب دار الخلافة