للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما وصل إليها فسد ذلك التدبير عليه ولم ينل ما كان صرف همه إليه فاعتقل في القصر مكرماً ومبجلاً محترماً

وفيها توفي النقيب الامام جمال الاسلام أبو الحسن علي بن محمد بن الفتح السلمي الشافعي متولي المدرسة الامامية في يوم الأربعاء الثالث عشر من ذي القعدة منها وهو ساجد في صلاة الغداة رحمه الله وكان مشهوراً بوفور العلم في التفقه وقوة الفرائض والوعظ والدين والأمانة بحيث وقع التألم لفقده وافتقر إلى مثله من بعده

[سنة أربع وثلاثين وخمسمائة]

أول هذه السنة المباركة يوم الثلاثاء بالرؤية مستهل المحرم. وفيه ورد الخبر بفراغ عماد الدين أتابك من ترتيب أمر بعلبك وقلتها وترميم ما تشعث منها وشروعه في التأهب للنزول على مدينة دمشق لمضايقتها وورد عقيب ذلك الخبر برحيله عنها في العسكر ونزوله في البقاع في شهر ربيع الأول منها وأنفذ رسوله إلى الأمير جمال الدين محمد بن تاج الملوك بوري بن أتابك صاحبها في التماس تسليم البلد إليه ويعوض عنه بما يقع الاختيار والاقتراح عليه فلم يجب إلى ما رغب فيه فرحل عن البقاع ونزل على داريا ظاهر دمشق في يوم الأربعاء ثالث عشر ربيع الآخر منها. وكان عند نزوله على داريا قد التفت الطلائع فظفر بجماعة وانهزم الباقون إلى البلد وزحف بعد ذلك إلى البلد في عسكر من ناحية المصلى في يوم الجمعة الثامن وعشرين من شهر