للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[شرح الحال في ذلك]

كان الملك فرخانشاه الخفاجي بن السلطان كذا أخي السلطان محمود بن محمد بن ملك شاه قد حدث نفسه على العمل على الأمير نصير الدين الوالي بالموصل والفتك به وملكه الموصل وبالتفرد بالأمر واشتمال جماعة من غلمان الأمير عماد الدين أتابك تقدير أربعين غلاماً من وجوه الغلمان مع أصحابه وخواصه ورقب الفرصة فيه والغفلة منه مع شدة تيقظه ومشهور احتراسه وتحفظه إلى أن اتفق ركوبه في بعض الأيام للتسليم على الخاتون في دارها وقد خلا من حماته ووجوه أصحابه ورصدوه فلما حصل في دهليز الدار وثبوا عليه فقتلوه وأدركه أصحابه ومن في البلد من أصحاب عماد الدين فهرب من هرب ومسكوا الملك ابن السلطان فمانع فجرح وأخذ واعتقل معه أكثر الغلمان المشاركين في دمه وتوثق منهم بالاعتقال لهم والاحتياط عليهم وذلك في يوم...... وكتب إلى عماد الدين بصورة هذه الحال وهو منازل لقلعة البيرة في عسكره وأقلقه سماع هذا الخبر الشنيع والرزء الفظيع ورحل في الحال عن البيرة وقد شارف افتتاحها والاستيلاء عليها وهو متفجع بهذا المصاب متأسف على ما أصيب به متيقن أنه لا يجد بعده من يقوم مقامه لا يسد مسده. وارتاد من يقيمه في موضعه وينصبه في منصبه فوقع اختياره على الأمير علي كوجك لعلمه بشهامته ومضائه في الأمور وبسالته وولاه مكانه وعهد إليه أن يقتفي آثاره في الاحتياط والتحفظ ويتبع أفعاله في التحرز والتيقظ وإن كان لا يغني غناءه ولا يضاهي كفاءته ومضاءه