للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رتب في المدة الطويلة وقد كانوا أحسنوا إلى هؤلاء المقدمين على الفساد كل الاحسان فبادر أهل شيزر قبل وصولهم إلى الباشورة ورفع الحرم بالحبال من الطاقات وصاروا معهم وأدركهم الأمراء بنو منقذ أصحاب الحصن وصعدوا إليهم وكبروا عليهم وقاتلوهم حتى الجأوهم إلى القلعة فخذلوا وذلوا وهجموا إليهم وتكاثروا عليهم وتحكمت سيوفهم فيهم فقتلوهم بأسرهم وقتل كل من كان على رأيهم في البلد من الباطنية ووقع التحرز من مثل هذه الحال

[سنة ثمان وخمسمائة]

في هذه السنة ورد الخبر من ناحية حلب بأن بابا المعروف بلؤلوء الخادم أتابك الملك تاج الدولة البارسلان ولد الملك رضوان صاحب حلب عمل عليه وواطأ جماعةً من أصحابه على الايقاع به والفتك به عند وجود الفرصة متسهلة فيه فحين لاحت لهم وثبوا عليه فقتلوه في داره بقلعة حلب واضطرب الأمر بعده وقد كان تدبيره لنفسه وعسكريته ورعيته ستيئاً فاسداً لا يرجى له صلاح ولا اصلاح فمضى لسبيله غير مأسوف عليه ولا محزون لفقده.