للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[سنة ثمانين وأربعمائة]

في هذه السنة تقررت ولاية حلب للأمير قسيم الدولة اق سنقر من قبل السلطان ملك شاه أبي الفتح ووصل إليها وأحسن السيرة فيها وبسط العدل في أهليها وحمى السابلة للمترددين فيها وأقام الهيبة وانصف الرعية وتتبع المفسدين فأبادهم وقصد أهل الشر فأبعدهم وحصل له بذلك من الصيت وحسن الذكر وتضاعف الثناء والشكر ما إخباره مذكور واجاره فيه منشور فعمرت السابلة للمترددين من السفار وزاد ارتفاع بالبلد بالواردين بالبضائع من جميع الجهات والأقطار

[سنة إحدى وثمانين وأربعمائة]

في هذه السنة توجه السلطان العادل ملك شاه أبو الفتح إلى سمرقند طمعاً في ملكتها بعد فراغ قلبه من الشام وبلاد الروم والجزيرة والرها وديار بكر وديار بني عقيل. وفيها خرج الأمير قسيم الدولة اق سنقر من حلب لتوديع تابوت زوجته خاتون داية السلطان ملك شاه وقيل انها كانت جالسةً معه في داره بحلب وفي يده سكين فأومى بها إليها على سبيل المداعبة والمزاح فوقعت في مقتلها للقضاء المكتوب عليها غير متعمد فماتت وحزن عليها حزناً شديداً وتأسف لفقدها على هذه الحال وحملها إلى الشرق لتدفن في مقابر لها هناك في مستهل جمادى الآخرة.