للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شاهد امرأة تحت الأتراك يطلب منها الفاحشة وهي تصيح وتستغيث وتتمنع أشد التمنع فجئته وحاولت تخليصها منه فلم يفعل فجرحته فتخلى عنها وإذا بها امرأة من وجوه الأشراف وأخرجتها إلى المخيم إلى أن سكنت الفتنة وأعدتها سالمةً إلى دارها دون كل بنت هتكت وأحرزت ثوابها وحسن الذكر بين أشراف نصيبين

[سنة ست وثمانين وأربعمائة]

في هذه السنة عاد السلطان تاج الدولة عن نصيبين بعد ما جرى فيها طالباً لابرهيم ابن قريش فلما عرف خبره جمع وحشد واستصرخ واستنجد وحصل في خلق عظيم ونزل بهم في المنزل المعروف بشرقي الهرماس ونزل السلطان تاج الدولة على دارا. فلما كان يوم الاثنين الثاني من شهر ربيع الأول من السنة التقى الجيشان على نهر الهرماس واختلط الفريقان واشتد القتال وانكشفت الوقعة عن قتل جماعة من الأتراك والعرب وعاد كل فريق منهما إلى مكانه فلما استقر بالعرب المنزل عاد عسكر تاج الدولة إليهم وهم غارون وحمل عليهم وهم غافلون فانهزمت العرب وأخذهم السيف فقتل منهم العدد الكثير والأكثر من الرجالة المقيمين في المخيم وقتل الأمير ابرهيم بن قريش وجماعة من الأمراء والمقدمين من بني عقيل وغيرهم وقيل أن تقدير القتلى من الفريقين عشرة ألف رجل واستولى النهب والسلب والسبي على من وجد في المخيم وامتلأت الأيدي من الغنائم والسواد والمواشي والكراع بحيث بيع الجمل بدينار واحد والمائة شاة بدينار واحد ولم يشاهد أبشع من هذه الوقعة ولا أشنع